يحتفل العالم الإسلامي بالمولد النبوي الشريف، ويعتقد البعض أن الاحتفال بالمولد جاء حديثا، ولكن الحقيقة أن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي قديمة منذ عهد الفاطميين، فالكثير من مظاهر الاحتفال الحالية ظهرت في العصر الفاطمي.
الفاطميين والمولد النبوي
كشف محمود عرفة، أستاذ التاريخ الإسلامي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، أن احتفال الفاطميين بالمولد النبوي الشريف كان يتم الاستعداد له من دار الفطرة بإعداد كميات كبيرة من الحلوى بأشكال مختلفة من الخيول والسياع والضياع والبطاطس والتي تصنع من السكر وتعبأ في 300 صينية من النحاس وتوزع على كبار رجال الدولة.
وأكد عرفة في كتابه 'الدولة الفاطمية في مصر'، أنه كانت توزع النقود على الفقراء والمحتاجين من مال النجاوي المتحصل من أتباع المذهب الشيعي مع الأطعمة والحلوى والخبز.
الإطعام في يوم المولد النبوي
الفاطميين والمولد النبوي
يخرج من دار الفطرة ما يخص الفقراء والخطباء والمعلمين الذين يضطلعون بالتدريس في المساجد، فضلاً عن 40 صينية من الحلوى برسم خدام المشاهد الشريفة لآل البيت، ويستمر ذلك من أول النهار إلى الظهر، ويؤدي الناس صلاة الظهر.
موكب المولد النبوي
الفاطميين والمولد النبوي
يخرج قاضي القضاة على رأس موكب الاحتفال وبصحبته الشهود العدول وحاملوا الصواني ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر حيث يدخل القاضي وحوله الناس ويجلسون لسماع القرآن الكريم ثم يخرج الموكب من الجامع متجها إلى قصر الخلافة، وقد تزاحم الناس على جانبي الطريق للمشاهدة ويتبعون الموكب إلى قصر الخلافة لمشاهدة الخليفة.
وعندما يصل الموكب إلى القصر، يستدعي صاحب الباب قاضي القضاة ومن حوله، فيترجلون جميعاً ويقفون تحت المنظرة ويظهر منها وجه الخليفة وقد وقف حوله المقربون من الأساتذة المحنكين ورجال الحاشية، ويقول كبير الأساتذة المحنكين للناس: 'أمير المؤمنين يرد عليكم السلام'.
فقرات الاحتفال
الفاطميين والمولد النبوي
ويكون ذلك إيذانا ببدء الاحتفال الذي يقتصر على قراءة القرآن الكريم، والخطابة من المفاهيم من خطباء الجوامع في ذكر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وينتهي الاحتفال بالدعاء للخليفة، ثم تغلق الطاقة وينصرف الجميع إلى دورهم.
كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يتميز بإبداع الحاليين وتفننهم في صنع ألوان وأشكال ونماذج جميلة وغريبة من الحلوى لإدخال السرور والبهجة في عيون وقلوب الكبار والصغار على السواء كما هو الحال في الوقت الحاضر.