يعتقد الملايين حول العالم أن بابا نويل هو تقليد مسيحي بحت، أصبح فيما بعد ظاهرة عالمية تعود لأحد الأساقفة، وهو أسقف ميدنة ميرا في آسيا الصغرى.
ولكن الحقائق تكشف أن بابا نويل يرجع في أصوله إلى تقاليد وثنية حظرتها الكنيسة الكاثوليكية لقرون، وإحياؤه الحالي لم يحدث إلا في القرن الثامن عشر ومواصفاته الملتصقة به الآن هي تجارية بحته، وهذا ما ستكشفه السطور القادمة.
مراسم عيد الميلاد قبل بابا نويل
كشف موقع 'ريفيس سيكولوجي' الأمريكي، أن بعض النسخ الغريبة من تاريخ الكريسماس تعود إلى ولادة شخص يدعى يسوع المسيح ، لكن النسخة الحديثة من الكريسماس لم تبدأ في الظهور حتى القرن التاسع عشر، وبعبارة أخرى عيد الميلاد هو بناء اجتماعي، وكان الاختيار الشائع لعشاء عيد الميلاد لأجيال، أنه تذهب عائلات الطبقة الوسطى مع الكثير من الأقارب للحصول على رأس الخنزير ، بينما يتفاخر الأغنياء بجعة، وانطلق الديك الرومي حقًا مع الفيكتوريين بعد أن طلب تشارلز ديكنز البخيل ديكًا روميًا في A Christmas Carol.
وأكد الموقع، أنه كان العقل المدبر وراء كعكة عيد الميلاد كان صاحب محل حلويات في لندن يدعى توم سميث. في عام 1847 ، بعد أن اكتشف حلوى البونبون الفرنسية ملفوفة في الورق مع تطور في كل طرف ، بدأ في بيع حلوى مماثلة بداخلها 'شعار الحب'.
مواصفات بابا نويل
بابا نويل
بينما كان الجلباب الأحمر واللحية البيضاء و ho-ho-hos المزدهرة التي نربطها بسانتا كلوز موجودة فقط منذ عام 1935 ، عندما تم إنشاء مجموعة الألوان هذه سانتا كلوز لحملة شركة Coca-Cola، ولكن في حياته السابقة ، كان نحيفًا وأكثر شحوبًا ، وهي شخصية تستند إلى أسقف آسيوي من القرن الرابع يُدعى نيكولاس ، الذي أصبح شفيع الأطفال في معظم أنحاء أوروبا، ولا تزال البلدان المختلفة لديها اختلافاتها الخاصة حول الموضوع ، لكن نسخة الكوكاكولا دفعتهم جميعًا إلى الهوامش الثقافية.
ميلاد بابا نويل
بابا نويل
لا يمكن تخيل عيد الميلاد بدون أفلام الكريسماس ، وخاصة أغاني الكريسماس، أي لم يكن عيد الميلاد موجودًا بالفعل قبل عام 1986 على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور، الذي كتب قصيدة 'الليلة السابقة لعيد الميلاد' (The Night Before Christmas) عام 1823، والتي تناولت شخصية سانتا كلوز وجميع الناس يحبونه في جميع انحاء العالم ويأتى ذكره مع رأس السنة الميلادية
بابا نويل والنمط التجاري
يسلط النهج الماركسي الواسع (قراءة `` المبسطة '') لعيد الميلاد الضوء على المدى الذي تم فيه اختطاف عيد الميلاد من قبل الشركات ليصبح تجاريًا بشكل بشع ، حيث تتلاعب الإعلانات بنا بشكل أساسي في إنفاق الأموال على الهراء الذي لسنا بحاجة إليه والذي يضعنا في الديون ويجني الأرباح للشركات، وجزء مهم من هذا يرتبط بالعائلة هو أن عيد الميلاد هو حدث رئيسي يعيد إنتاج معايير المادية والاستهلاك - حيث يتوقع الأطفال الكثير من الهراء الذي لا يحتاجون إليه، وهذا أيضًا يربط بشكل جيد جدًا (بشكل مرعب) بالطفولة السامة.
تدعو Black Lives Matter أوحياة السود مهمة الأشخاص حاليًا إلى مقاطعة 'عيد الميلاد الأبيض' ، والذي يتضمن في الأساس عدم التسوق مع الشركات البيضاء من أجل تجريدهم من المال ، والاستثمار في المتاجر السوداء عن طريق التسوق فيها فقط.
شخصية وثنية
بابا نويل
بينما كشفت هيلدا اشعياء، استاذة الصحة النفسية المتخصصة في العلاج بالفن التشكيلي، ان بابا نويل في الحقيقة ممارسة لا تؤدي إلي سعادة بل الي التعاسة لأنها لا تبنى على شيئ روحي أيدي بل هي ممارسة وثنية استخدمها الرومان والشعوب الغربية قبل المسيحية، حيث كان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر ديسمبر كجزء من طقوس دينية، ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية.
وأكدت اشعيا في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الإنسان الطبيعي الموزون لن يتعلق ببابا نويل خاصة وأنه ليس مرتبطا بشيئ روحي فلم يظهر تقليد بابا نويل الا في منتصف القرن العشرين عندما كتب أحد الشعراء الأمريكيين قصيده عنه وهو ما وضع مواصفاته الحالية المنتشرة في العالم.
هيلدا أشعيا
بدائل بابا نويل
وأضافت أستاذة الصحة النفسية المتخصصة في العلاج بالفن التشكيلي، فكل شخص فيه جزء من الروح القدس، ويمكن أن ينشغل بالله عن انتظار الأمنيات، مطالبة الإنسان يجب أن يبعد الخرافات والخزعبلات ولا يبحث عن الكنز الإلهي الحقيقي، وهي لا تأتي بأي سعادة، هي تبعد الشخص عن السعادة الحقيقية، في أفراح ، وربطوا السعادة بشخصية وثنية.
وبينت أشعيا، أنه تعويد وتذكير الطفل لبابا نويل في أعماقه يصيب خيبة لأنه منتظر بابا نويل يأتي بهدايا والحقيقة أنه لا يأتي بشيء إلا عندما تضحك الأم على الطفل وتأتي هي بالهدية وتدعي أن بابا نويل هو من جاء بها، فهي تجعل الناس تتعلق بمجهول هو من يشبع طموحاتهم وأمنياتهم