أبراج الساعة.. عقارب الزمن التي ضبطت أوقات المصريين

تعتبر الساعات هي أكثر شيء ينظم وقتنا في العالم، وتتنوع الساعات ما بين الرخيصة والفخمة وساعة اليد وساعة الحائط، ولكن توجد في مصر ساعات حفرت عقاربها في ذاكرتنا ولا سيما أبراج الساعة العتيقة التي يضبط المصريون ساعاتهم على عقاربها، وستكشف السطور القادمة عن أشهر ساعات مصر.

برج ساعة محمد علي الدقاقة

الساعة الدقاقة

تعتبر أشهر الساعات المصرية هي ساعة مسجد محمد علي، وهي تتوسط الرواق الغربي من المسجد، وتوجد داخل برج من النحاس المخرم والزجاج الملون، أهداها الملك لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد علي باشا مقابل المسلة الفرعونية التي تحمل ميدان الكونكورد في باريس حالياً، ومن الملفت للنظر أن منظر الساعة متناسق مع الصحن، وبرج الساعة يرتفع 11 متر عن أرضية المسجد.

وتعتبر ساعة محمد علي الدقاقة هي الساعة الأثرية الوحيدة الباقية من صنع الشركة الفرنسية المصممة لها، وقام بابازيان في عصر الملك فؤاد بتصليح الساعة وأجريت على الساعة عدة إصلاحات تاريخية منها ما قام به الملك فاروق وسأل عن سبب تعطيلها فقالوا له استحالة تصليحها فابتسم الملك ونقلها لورشته الميكانيكية، بحسب كتاب القلعة وأبراجها.

وكشفت مدونة 'محبي مصر' الفرنسية، فإن قيمة ساعة المسجد 100 ألف فرانك، ووصلت مصر بعد 5 أشهر من زيارة قام بها إبراهيم باشا، ابن محمد علي، إلى فرنسا بعد انتهاء رحلة علاجه في أوروبا، لتزيين الفناء المركزي للقلعة، وهذا ما ورد على لسان الكاتب المصري الفرنسي روبرت سولي، الذي نشر كتابًا بالفرنسية عن قيمة المسجد والساعة، التصميم الهيكلي للساعة، فتعود أجزاء منه إلى العمارة العسكرية للقرن الرابع عشر، وتحتوي على جرس معلق في الجزء العلوي وقرص منحوت مطلي باللون الأزرق والذهبي، وفقًا لموقع منظمة 'مكتبة المعرفة' الفرنسية.

برج الساعة بقصر محمد علي بالمنيل

برج الساعة

لا يمكننا أن نغفل عند الحديث عن ساعات أن نذكر، برج الساعة الشهير في قصر محمد على بالمنيل، والذي شيد على نمط الأبراج الأندلسية والمغربية التي كانت تستخدم للمراقبة بواسطة النار ليلاً والدخان نهاراً، وكتب علة البرج بالخط الكوفي، وأُلحق بها ساعة كبيرة من نفس طراز الساعة المثبتة في واجهة محطة مصر، لكن مع اختالف العقارب، حيث تتميز ساعته بأن عقاربها على هيئة أفاعي، ويبلغ طول البرج 14 متر.

ساعة جامعة القاهرة

ساعة جامعة القاهرة

كشف رؤوف عباس، رئيس قسم التاريخ الحديث بجامعة القاهرة في كتابه عن جامعة القاهرة يعود تاريخها إلي عام 1937 وشيدت ضمن المباني الرئيسية في إطار تخطيط الحرم الجامعي، صممها المهندسون الذين صمموا ساعة بيج بن الشهيرة فى لندن، وكان الغرض منها في ذلك الوقت أن تكون بديلاً للجرس في بدء وانتهاء المحاضرات؛ ولهذا نجد كل المدرجات الكبيرة مزودة بساعات صغيرة مماثلة للساعة الكبيرة الأم، والساعة تدق 4 مرات خلال الساعة كل 15 دقيقة وتم تركيبها داخل البرج الذي يصل ارتفاعه إلى 42 مترا، و لم تتوقف الساعة الا 3 مرات واحدة في عام 1967 والثانية عام 1993 والأخرى عام 1994، وارتبطت دقاتها بالإذاعة المصرية ووكالات الأنباء المصرية.