يعتقد الكثير من المصريين أن موكب المومياوات الملكية هو موكب جنائزي بالدرجة الأولى، ولكن رغم الرهبة التي اتسم بها الموكب، إلا أن المواكب الجنائزية لها عادات وتقاليد مختلفة.
كشف بيير مونتيه، عالم المصريات الفرنسي وأستاذ الحضارة المصرية القديمة، أنه كانت طريقة الدفن لدى المصريين القدماء مثيرة ومفجعة في آن واحد، فكان أهل الميت لا يخشون التظاهر أمام الجميع بالبكاء والإفراط في أداء الحركات التي تعبر عن حزنهم العميق طيلة سير الموكب.
وأوضح عالم المصريات، أن أهل الميت كانوا يخشون ألا يعبروا عن حزنهم تعبيرا كافيا، فكانوا يستأجرون الندابين والنائحات، الذين لا يكلون إطلاقا ولا يكفون عن الصراخ والعويل.
وذكر مونيه، في كتابه" الحياة اليومية في مصر القديمة"، أنه كانت النساء تلطم رؤوسهن بأيديهن، بينما كانت وجوههن ملطخة بالطين وصدورهن عارية وثيابهن ممزقة، أما الأفراد وأكثرهم رزانة، أولئك الذين اشتركوا في هذا الموكب فلا يؤدون حركات بمغالاة كما تفعل النساء، ولكنهم كانوا يذكرون أثناء مسيرهم فضائل الميت، قائلين: "ما أجمل ما يأتيه، لقد كان يملأ قلب خنسو إلى حد أنه تمكن من أن يصل إلى الغرب برفقة أجيال وأجيال من أتباعه وخدمه".