يعتقد الكثير من المصريين أن موكب المومياوات الملكية هو جنائزي بالدرجة الأولى، ولكن رغم الرهبة التي اتسم بها الموكب، إلا أنه جنائزي لها عادات وتقاليد مختلفة.
كشف بيير مونتيه، عالم المصريات الفرنسي وأستاذ الحضارة المصرية القديمة، أنه يبدأ الموكب الجنائزي لملوك مصر القديمة بأهل الميت والذين لا يخشون التظاهر أمام الجميع بالبكاء والإفراط في أداء الحركات التي تعبر عن حزنهم العميق طيلة سير الموكب.
وأكد مونتيه، في كتابه 'الحياة اليومية في مصر القديمة'، أنه ما يلي هذا القطاع من الموكب فكانت بمثابة موكب نقل آثاث تماما، فكانت فرقة أولى من الخدم تحمل الفطائر وباقات الزهور وجرارا من الفخار و أوان من الحجر وصناديق معلقة على حافتي نير وهي تحتوي على التماثيل الصغيرة وتسمي الشوابتي، وملحقاتها، وفرقة أخرى أكثر عددا من الأولى كانت تحمل الأثاث العادي وهو عبارة عن مقاعد وخزائن واصونه دون أن تهمل العربة، أما الأمتعة الخاصة والصناديق التي تحوي الأواني الكانوبية والعصي، والصولجانات والتماثيل والشماسي.
وأضاف عالم المصريات الفرنسي وأستاذ الحضارة المصرية القديمة، أنه كانت تكلف فرقة ثالثة بحملها وأما الجواهر والقلائد والصقور والنسور ذات الأجنحة المبسوطة والطيور ذات الرأس الأدمي وأشياء أخري قيمة فقد كانت تعرض على صوان وتحمل جهازا، كما لو كانوا لا يخشون بطش هؤلاء الدهماء العديدين الذين كانوا يشاهدون مرور الموكب.
وبين مونتيه، أنه كان درة الموكب هو التابوت الذي يوضع داخل نعش مزين تجره بقرتان وبعض الرجال ويتكون هذا النعش من ألواح من الخشب ذات إطارات غير مثبتة أو من هيكل خشبي تتدلي منه ستائر من قماش مطرز أو من الجلد، وكان يوضع في قارب تحيط به تماثيل إيزيس ونفتيس أما القارب نفسه فكان يوضع بدوره فوق زحافة.