ولد عمر بن الخطاب قبل البعثة النبوية الشريفة بثلاثين عاما، تحديدا بعد عام الفيل بثلاث عشرة عام، وكان طويل القامة شديد الحمرة وأصلع الرأس، ولقلبه الرسول بالفاروق، وعند توليه الخلافة أطلق عليه الصحابة لقلب أمير المؤمنين، وكان له دور كبير في رسم خطوط التاريخ الإسلامي، كما أنه كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة.
وأسلم عمر بن الخطاب في السنة الخامسة من البعثة، وكان إسلامه عزة ونصر للدين الإسلامي، وزخرت فترة خلافته بالعديد من الأحداث الهامة والفتوحات.
وفي ليلة خرج عمر بن الخطاب عازما على قتل الرسول، وفي طريقه صادفه رجل أخبره أن أخته دخلت الدين الإسلامي، فغضب كثيرا وقرر الذهاب إليها، وعندما وصل وجدها تقرأ بضع آيات من سورة طه، فزاد غضبه وقام بضربها هي وزوجها واجبرهما على الخروج من الدين الإسلامي لكنهما رافضا، وفجأة طلب منها أن يقرأ من الذي كانت تقرأ فيه، فأمرته أن يغتسل أولا، وما أن بدأ في القراءة في سورة طه قرر على الفور الذهاب إلى مكان رسول الله، وهناك أعلن إسلامه بين الصحابة.
وهاجر عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة بشكل علني، وذلك بعد أن ذهب إلى الكعبة المشرفة، وطاف بها سبعا، ثم صلى ركعتين عند المقام.
شارك عمر بن الخطاب مع الرسول في جميع الغزوات، فلم يتخلف عن أي موقعة مع النبي، في غزوة بدر قتل خاله العاص بن هشام، ليؤكد على أن رابطة العقيدة أهم من رابطة الدم، وفي غزوة تبوك تصدق الفاروق عمر بنصف امواله من أجل الجهاد في سبيل الله.
وفي زمن عمر بن الخطاب توسعت الفتوحات الإسلامية وازدهرت بشكل كبير، فوصلت الدولة الإسلامية الصين من الشرق، وبحر قزوين من الشمال، وتونس وما خلفها من الغرب، والنوبة من الجنوب، كما فتحت الجيوش الإسلامية في عهد أمير المؤمنين بلاد الشام والعراق وإيران، وكذلك مصر وليبيا.
وتعرض الفاروق عمر بن الخطاب للطعن من قبل أبي لؤلؤة المجوسي في يوم الأربعاء الـ 26 من شهر ذي الحجة عام 23 من الهجرة، بينما كان يصلي بالمسلمين، وفي اليوم التالي فاضت روحه ودفن بالقرب من قبر الرسول وأبو بكر بحسب ما أوصى قبل وفاته.