حقيقة زيارة النبي لأرض سيناء في رحلة الإسراء والمعراج

كتب : ولاء عكاشة

هناك عدد كبير من الأشخاص لا يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم، زار أرض مصر، تحديدًا طور سيناء، خلال رحلة الإسراء والمعراج، التي أسرى الله فيها بحبيبه المصطفى، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج إلى السماء السبع، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة أماكن، وطلب منه جبريل أن يصلي فيها، ومنها طور سيناء.

وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما عُرج به إلى السماء السبع، وجد ريحًا طيبًا في أرض سيناء، وأخبره سيدنا جبريل عليه السلام، بأنها ريح قبر ماشطة فرعون وزوجها وأبنائها، والتي تحملت العذاب على يد فرعون ولم تكفر بالله سبحانه وتعالى، فقتلها فرعون هي وأبنائها، وقام بجمع عظامهم ثم دفنه في مكان واحد.

وعن نقل النسائي في سننه، حديث أنس بن مالك، الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، إن جبريل طالبه بأن ينزل على البراق ويصلي بطور سيناء، حيث كلم الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام، وتأكدت هذه الرواية في كتاب السيرة النبوية لأبى العزائم.

أرض سيناء

وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: 'مَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ. فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ رِيحُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ، كَانَتْ تُمَشِّطُهَا، فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ الله. فَقَالَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِي تَعْنِينَ؟ قَالَتْ: لا، بَلْ رَبِّي، وَرَبُّكِ، وَرَبُّ أَبِيكِ، الَّذِي فِي السَّمَاءِ، فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِنَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَاشِطَةُ: إِنَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي جَمِيعًا فِي مَكَانٍ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ، فَأَلْقَى أَوْلادَهَا وَاحِدًا وَاحِدًا قَبْلَهَا فَلَمَّا بَقِيَ صَبِيٌّ مُرْضَعٌ، فَقَالَ: اصْبِرِي يَا أُمَّهْ فَإِنَّا عَلَى الْحَقِّ، فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي آخِرِهِمْ مَعَ أَوْلادِهَا'.