كان الشاب الفلسطيني محمد الغندور، كغيره من الشباب المقبلة على الزواج في أي مكان، يرغب في إقامة حفل زفاف كبير لعروسه، لكن بعد اندلاع الحرب في غزة اضطرا إلى الفرار من منزليهما، وتزوجا أخيرا هذا الأسبوع في مدينة خيام حيث يقيمان الآن في رفح قرب الحدود مع مصر.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، رغم الحرب والقصف، عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
واصطحب الغندور زوجته شهد ممسكا يدها نحو خيمة مزينة بزينة بمصابيح ملونة ومرآة ذات إطار ذهبي اللون وحولهما بعض الأقارب الذين يصفقون تعبيرا عن الفرح.
ورفعت شهد يدها وألبسها الغندور خاتم الزفاف، وكانت ترتدي ثوبا أبيض اللون وحجابا مزينين بتطريزات حمراء تقليدية، داخل الخيمة ذات الزينة البسيطة.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
وأكد الغندور أنه كان يرغب في إقامة حفل زفاف ودعوة أصدقائه وأقاربه مثلما يفعل أي شخص آخر.
والزوجان من مدينة غزة في شمال القطاع الساحلي الذي شهد بعضا من أعنف أعمال القصف الإسرائيلي منذ نشوب الحرب.
الغارات الجوية الإسرائيلية
وقال العروسان إن منزلي أسرتيهما دُمرا بالكامل جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، وإن كلتا العائلتين فقدت أقارب لهما في القصف.
وقال الغندور: 'أنا أقول لك مبسوط يمكن تلاتة في المية من انبساطي بس بدي أهيئ حالي عشان مرتي. أنه أبسطها'.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
وبدلا من الحفل الكبير الذي أراده الغندور، احتفل هو وشهد مع مجموعة صغيرة من الأقارب الذين تمكنوا مثلهما من مغادرة مدينة غزة والفرار إلى رفح المتاخمة لمصر.
وقادت والدة شهد مجموعة صغيرة من النساء اللائي يزغردن احتفالا بالزواج، وحافظ أحد الأشخاص على بطاريات لمشغل موسيقى صغير محمول.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
ولم يكن لدى الزوجين سوى عدد قليل من الوجبات الخفيفة في عبوات بلاستيكية والموضوعة لهما بعناية داخل الخيمة، وفي وليمة الزفاف في القطاع الذي تحذر الأمم المتحدة من أنه متجه نحو المجاعة.
اندلاع الحرب
وأنفقت العائلتان بالفعل كثيرا من المال على حفل الزفاف قبل اندلاع الحرب. وقالوا إن شهد أنفقت أكثر من ألفي دولار على الملابس.
وقالت والدتها أم يحيى خليفة: 'كان حلمي أنه نعمل لها أحلى فرح أحلى حاجة في الدنيا'.
وتابعت: 'يعني في أحلام كتير كنت أنا وياها نقعد ونخطط لها وبدي أعمل وبدي أسوي والحمد لله وجهزنا الجهاز وفرحت عليه. وراح كله، كله راح بالقصف. يعني كل ما تتذكر هالشغلة بتقعد تعيط'.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
ومع شروع الحاضرين في حفل الزفاف الصغير في التصفيق والرقص، كان الناس من حولهم يقومون بأعمالهم اليومية بين صفوف الخيام الممتدة على الرمال، يبحثون عن الطعام أو يعلّقون ملابسهم المغسولة.
عروسان يحتفلان بزفافهما في فلسطين
وابتسمت فتاة صغيرة ترتدي فستانا باللونين الأبيض والوردي ابتسامة عريضة عندما بدأ التصفيق وانضمت إلى مجموعة أطفال آخرين يرقصون في وقت غروب الشمس على الخيام قرب الحدود المصرية.