اعلان

اللعب في الطين يساعد الأطفال على تطوير أجهزة مناعية أقوى.. ما القصة؟

اللعب في الطين
اللعب في الطين

قال موقع Medical Express، إن الأدلة تشير إلى أن التعرض للميكروبات الموجودة فى الطين، يمكن أن يساعد الأطفال بالفعل على تطوير أجهزة مناعية أقوى، وقد يقلل حتى من خطر الإصابة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية.

وأضاف الموقع، أن الطين ليس مجرد مزيج من التربة والماء، حيث إنه نظام بيئى معقد مليء بالكائنات الحية الدقيقة، يمكن لجرام واحد من التربة أن يؤدي ما يصل إلى 10 مليارات من الكائنات الحية الدقيقة - من آلاف الأنواع المختلفة المحتملة، تلعب المجموعة المتنوعة من البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى الموجودة في الطين والتربة دورًا حاسمًا في صحتنا وهي مفتاح لما يطلق عليه علماء المناعة ' التدريب المناعي' ، هذه هي العملية التي يتعلم بها الجهاز المناعي التمييز بين مسببات الأمراض الضارة والمواد البيئية الحميدة.

وأكد الموقع، أنه خلال مرحلة الطفولة، يكون الجهاز المناعي قادراً على التكيف بشكل خاص، فعندما يتعرض لمجموعة واسعة من الميكروبات، فإنه يتعلم إيجاد التوازن ، و الاستجابة بقوة للغزاة الضارين مع ترك المواد غير الضارة، مثل حبوب اللقاح أو جزيئات الطعام، ولكن الافتقار إلى مثل هذا التدريب قد يؤدي إلى تدهور حالة أجهزة المناعة.

وفقًا لفرضية النظافة، مع تزايد تحضر المجتمعات وتطهيرها، تحرم أنظمتنا المناعية من التحديات الميكروبية التي تحتاجها للتطور بشكل صحيح، وقد يتسبب هذا في أن يصبح الجهاز المناعي شديد الحساسية، فيخلط بين المواد غير الضارة - مثل حبوب اللقاح أو الغبار - والغزاة الخطيرين، يمكن أن تتجلى هذه الحساسية المفرطة في حالات حساسية مثل الربو أو الإكزيما أو حمى القش .

وأشار الموقع، إلى أن نقص التعرض للميكروبات، وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يؤدي أيضًا إلى زيادة احتمالية الإصابة بنزلات البرد الشائعة وأمراض الطفولة الأخرى بسبب عدم تدريب الجهاز المناعي بشكل صحيح للتعامل مع مسببات الأمراض اليومية.

اللعب في الطيناللعب في الطين

وتابع، إن الافتقار إلى مثل هذا التدريب المناعي قد يفسر سبب زيادة احتمالية إصابة الأطفال الذين يكبرون في بيئات معقمة (مثل المدن ذات التعرض المحدود للحيوانات أو الطبيعة) بأمراض مثل الربو وحساسية الطعام بنسبة تصل إلى 50%، وقد تتفاعل أنظمتهم المناعية، التي لا تتعرض للتحدي من التعرض للميكروبات الطبيعية، بشكل مبالغ فيه مع محفزات غير ضارة.

وعلاوة على ذلك، في غياب التفاعلات الميكروبية المنتظمة، قد يهاجم الجهاز المناعي الجسم نفسه ــ وهو ما قد يساهم في تطور حالات المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول أو التصلب المتعدد، بل إن الأبحاث تظهر أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات ذات مستويات عالية من التعرض للميكروبات ــ مثل المزارع أو المنازل التي توجد بها حيوانات أليفة ــ أقل عرضة للإصابة بالحساسية أو أمراض المناعة الذاتية .

وأكد، إن هناك العديد من الأسباب التي تجعل التعرض للميكروبات مفيدًا جدًا لأنظمة المناعة النامية لدى الأطفال، على سبيل المثال، تساعد البكتيريا العصوية الهشة، التي توجد عادةً في التربة، في إنتاج جزيء أساسي مهم لوظيفة المناعة ، كما يساعد التعرض للميكروبات الأطفال على تطوير الخلايا التائية التنظيمية ـ خلايا الدم البيضاء التي تتحكم في كيفية استجابة الجهاز المناعي للغزاة الأجانب، كما تعمل الخلايا التائية على منع التفاعلات المناعية الذاتية، وقد يفسر هذا لماذا قد يؤدي نقص التعرض للميكروبات إلى زيادة احتمالات إصابة الشخص بحالة من أمراض المناعة الذاتية (على الرغم من أن هذا ليس سوى واحد من بين العديد من العوامل المساهمة).

WhatsApp
Telegram