في واقعة غريبة من نوعها، اكتشف أحد شباب مدينة بشار جنوب الجزائر وهو ناشط بمجال الاستكشاف والتخييم الصحراوي قرية مهجورة خلال قضائه يومين في الصحراء الجزائرية دون كشفه عن المكان خوفا من قدوم فضوليين إليها، وهو الأمر الذي أثار حالة واسعة من الجدل.
وقال الشاب رضوان طاهري، في تصريح لصحيفة 'الشروق' الجزائرية، إن 'القرية التي اكتشفها غابت عنها الحياة لكن بقيت آثار البنايات شاهدة على مرور بني البشر بتلك المنطقة التي كانت تدب فيها الحياة بدليل تواجد سوق ومسجد وسكنات بها غير أن تعاقب السنوات أغرق البعض من تلك البنايات التي يعود تشييدها للسنوات الأولى بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر'.
العثور على القرية من باب الصدفة
وعثوره على تلك القرية المهجورة كان من باب الصدفة حين قضى يومين في البرية من أجل تسجيل بعض الأشرطة الوثائقية وفي لحظة تتبع ضب بري في عمق الصحراء كان متوجها نحو تلك القرية المنسية واقترب منها بسيارته واكتشف سرها المكنون وهي الفرصة التي جعلته يقرر قضاء بعض الوقت بين أرجائها ويشرع في تصوير زواياها ودخول بعض السكنات التي أغرقتها العواصف الرملية التي مرت على القرية، وحتى المسجد لا يزال محرابه صامدًا في وجه الطبيعة القاسية، وفق وصفه.
ملاذ بعض الحيوانات والحشرات
وأكد المكتشف أن القرية صارت ملاذ بعض الحيوانات والحشرات مضيفًا أن ما لاحظه من تلك الزيارة الاستكشافية أن هذه القرية كانت تقطن بها مجموعة من العائلات بدليل تصاميم المساكن وحتى تواجد سوق ما زالت أعمدته قائمة ولم تتأثر بالعوامل الطبيعية، بالإضافة إلى مسجد صغير مزود بصومعة كانت تستعمل للأذان وإعلام الناس عن دخول وقت الصلاة.
وفكر الشاب في تسجيل وثائقي خاص بتلك القرية المهجورة 'التي ما زالت لم تكشف بعد عن سرها'.
الاعتذار عن كشف موقع هذه القرية
واعتذر للصحيفة عن كشف موقع هذه القرية في الوقت الحالي 'خوفا من قدوم الفضوليين إليها الأمر الذي قد يلحق أضرارا بمعالمها'.
ووعد بكشف موقع القرية حالما ينتهي من إعداد ربورتاج خاص بها وإخطار السلطات باكتشافه هذا.