في ظل جائحة كورونا التي نعيشها، ما زالت الإصابة بالفيروس عار في نظر بعض الأسر في قنا، وذلك أوقع العديد في هلاك الموت لتجاهل علاجهم سوى بعد وصول المصاب لحالة متأخرة يصعب علاجها، بل وقد تتسبب في إصابة العديد من المحيطين بها نتيجة لقلة الوعي وتوهم العار الذي فاق قضايا الشرف بالمحافظة.
واليوم نشاهد واقعة مأساوية تعبر عن قلة الوعي بخطورة الوباء، حيث تعرض مسعف تابع لمستشفى عزل فرشوط، شمالي محافظة قنا، للتعدي بالسب والقذف ومنعه من ارتداء البدلة الوقائية وذلك خلال نقله مصابا بفيروس كورونا من قرية أبوشوشة التابعة لمركز أبوتشت، إلى المستشفى.
وقال مصدر بمرفق إسعاف قنا، إن مسعف ضمن فريق الإسعاف بمستشفى العزل بفرشوط توجه إلى قرية أبوشوشة بمركز أبوتشت لنقل مشتبه في إصابته بفيروس كورونا "كوفيد 19"، وكانت حالة المصاب متأخرة ويظهر عليها جميع أعراض الإصابة بالفيروس.
وأضاف أنه فور نزوله ومحاولته ارتداء البدلة الوقائية للتعامل مع الحالة، تعرض للسب والقذف من قبل أسرة المريض، وكادت تقترب من الاعتداء بالضرب عليه، وأجبروه على التعامل مع الحالة دون أي إجراء وقائي، وذلك حتى لا يشاع في قريتهم أن في منزلهم مصاب بفيروس كورونا.
وأوضح أن أسرته أدخلوا المريض داخل سيارة الإسعاف، وأجبروا السائق على نقله وانتقلت معه سيارتين الأولى أمام سيارة الإسعاف والأخرى خلفها، وبعد الوصول للمستشفى تفاجأ الأطباء أن الحالة تعاني من أعراض كورونا ومرافقيه لا يتخذون الإجراءات الوقائية اللازمة، وعند محاولة نقل الحالة للعزل الصحي، رفض المرافقين وعادوا للمنزل واستعانو بطبيب خارجي والذي أكد على أن المريض في حالة متأخرة ولابد من نقله لأقرب مستشفى.
فأخذوا المريض مرة أخرى لمستشفى البلينا، ولكن الحالة كانت توفيت من ساعة كما ذكر لهم الأطباء.
وتابع المصدر: "كل ذنب المسعف إنه بيشوف شغله، وسايب بيته وأسرته وكل يوم بيتعرض للموت أو العدوى علشان ينقذ المرضى والمصابين بكورونا".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
