أكد الدكتور محمود الجرايحي، مدير مستشفى الحميات ببورسعيد، بأن ظهور فيروس كورونا فجأة وانتشاره في جميع بلدان العالم، كان كالمعلم الذي شرح لنا دروسًا، وهناك من استفاد منها ويعمل بها والآخر تمر عليه مرور الكرام، وبالنسبة لي فقد رأيت معاناة الناس بعيني وشعرت بهم، فقد علمتني كورونا الكثير.
ويقول الجرايحي، رأيت مواطن فقير لكن نفسه غنية، فأتى بماسك مغلف اشتراه من ماله الخاص، ليساهم به في مواجهة كورونا؛ كل التحية لهذا الفقير الغني.
وأضاف الجرايحي، "كنت أظن أن الخير قليل فرأيت تنفيذين ورجال أعمال وشرطة وصحفيين ومختلف قطاعات المجتمع، بداخلهم قلوب من ذهب تفيض بالخير، ولا يرغبون أن تعرف الناس أسمائهم فهدفهم وجه الله وإنقاذ الناس".
ويتابع مدير مستشفى الحميات، "تعلمت أننا مجتمع رغم كل شيء متماسك وصامد؛ وأننا محاطين بقلوب أهل بورسعيد النقية فمنحونا وسام المحبة فظللنا نعمل ونعمل، وتجمعت جهودنا فظنناها فحما فانصهرت مع المحنة وتحولت إلى ماس، كما تعلمت أننا مهما كانت الإمكانيات والصعوبات والعقبات وقلة العدد يمكننا أن نصمد ونصنع المستحيل، لأننا نعتمد على الله ثم على كل من ذكرناهم سابقا".
وذكر مدير حميات بورسعيد موقفا أثر فيه كثيرًا، فقال إن الإخوة السوريون الذين يقيمون في بورسعيد ويبحثون عن مورد رزق لهم، وعندما وجدوا هذا المورد و قبل فتحه تقدموا بهدية بسيطة لمستشفى الحميات، فهم مقبلون على فتح مطعم للوجبات السورية، قبل فتحه تبرعوا بعدد من الوجبات للمستشفى، موقف بسيط ولكنه يعني الكثير فهم يردون الجميل بطريقتهم، لأنهم قالوا تركنا بلدنا سوريا منذ ثمانية سنوات، واستقرينا في بورسعيد، وقالوا أيضًا ما شعرنا يوما إننا أغراب ودائما نشعر بأن هذا البلد الكريم ننتمي إليها، فقررنا أن يكون أول إنتاج وجبات غداء لمطعمنا إهداء لكل العاملين بمستشفى الحميات، دعم وتقديرا لهم على مجهودهم في مواجهة فيروس كورونا.
و اختتم الجرايحي، "هذا الموقف ذكرني بحكاية «هنا القاهرة من دمشق» هذه الكلمات التي قالها مذيع سوري تحديًا للعدوان الثلاثي لمساندة مصر وبورسعيد .. "شكرًا للإخوة السوريين "تصرفكم كفيل أن يرسم الفرحة على وجوهنا، دعم مختلف لكنها رسالة وصلت من القلب إلى القلب".