اعلان

في ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة.. معجزة شعب وقيادة بدأها إسماعيل واستكملها السيسي

قناة السويس الجديدة معجزة شعب و قيادة
قناة السويس الجديدة معجزة شعب و قيادة

نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى بعلاقته العربية والدولية فى حشد أكبر عدد من الكراكات لتنفيذ قناة السويس الجديدة، فى زمن قياسى، وهو أول مشروع فى المنطقة تعمل به أربعين كراكة من بينهم 12 كراكة تتبع هيئة قناة السويس، والباقى من تحالفات دولية مختلفة، ولولا تدخل الرئيس شخصيا ما كان يمكن أن تتم هذه المعجزة الإنسانية فى هذا الزمن القياسى والذى تم خلال فى خلال عام واحد.

وتستعرض أهل مصر، مع المؤرخ البورسعيدى ضياء الدين حسن القاضى، عضو اتحاد المؤرخين العرب ملفات قناة السويس منذ نشأتها وحتى اليوم.

قناة السويس ما بين الماضى و الحاضر

حفر قناة السويس بدماء المصريينحفر قناة السويس بدماء المصريين

يقول القاضى، لقد تحدثت عن حفر قناة السويس والتى بدأت من عند النقطة التى نعيش فوقها الآن وتعرف ببورسعيد مع العلم بأن اللجنة الدولية هى التى اختارت اسم بورسعيد على الميناء المرتقب ليكون هذا الاسم 'بورت – سعيد ' و ذلك عندما ظهرت نتائج أبحاثها فى يناير 1856، وقام ديليسبس ومجموعة لا تتعدى 120 فردا من المهندسين والفنيين والعمال بدق أول معول فى أؤض قناة السويس من بورسعيد يوم الاثنين 25 إبريل 1859.

هكذا بدأ يروى المؤرخ البورسعيدى، قصة حفر قناة السويس، باعتباره شاهدا على العصر ومؤرخا لما يدور فى الماضى والحاضر، مضيفا: صادفت ديلسبس عند الحفر فى منطقة بورسعيد عدة عقبات منها إسكان العمال، توفير الأغذية والمياه للعمال القائمين على الحفر، وغيرها من عقبات لكنه استطاع خلال سنوات الحفر التى قاربت العشر سنوات حل تلك المشكلات ووضع الحلول البديلة لها.

أما عن حفلات افتتاح قناة السويس وما صاحبها من عظمة وفخامة وأبهة، ففاقت ما جاء باليالى ألف ليلة وليلة.

حفلات افتتاح قناة السويسحفلات افتتاح قناة السويس'الف ليلة و ليله'

وأراد أن يظهر وقتها أن مصر تحاكى كبريات دول العالم فقام بدعوة ملوك وأباطرة أوروبا وعلمائها ومفكريها ومصوريها وفنانيها لحضور حفلات الافتتاح فسافر لهذا الغرض إلى أوروبا لدعوتهم وتحدد افتتاح القناة يوم 17 نوفمبر 1869، وبدأت الحفلات من بورسعيد قبل الافتتاح بيوم، حيث أقام ثلاث سرادقات على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، وكان الأوسط لكبار الضيوف وعلى رأسهم الملكة 'أوجينى' التى حضرت نيابة عن زوجها الإمبراطور نابليون الثالث إمبراطور فرنسا والذى اعتذر نظرا لوجود قلاقل فى فرنسا فى ذلك الوقت

كما دعا الإمبراطور فرنسواه جوزيف إمبراطور النمسا والمجر وغيرهما من كبار الزوار أما المنصة اليمنى فكانت لرجال الدين الإسلامى، وعلى رأسهم الشيخ 'السقا' والمنصة اليسرى لرجال الدين المسيحى وذلك لمباركة المشروع و الدعاء لنجاحه.

و بالفعل بدأ ركب حفل الافتتاح باليخت المحروسة الذى يقله الخديوى إسماعيل، ويليه اليخت 'إجل النسر' الذى تقله الإمبراطورة 'أوجينى' وبعدهما بقية اليخوت وتم عبور القناة فى قسمه الشمالى حتى الإسماعيلية التى أقيم فيها فى المساء حفلات للرقص وكانت عبارة عن كرنفال عالمى وشعبى لكافة شعوب الأرض وفى اليوم التالى استأنف الركب رحلته من الإسماعيلية إلى السويس ومن هنا كان النجاح حليفا لمشروع قناة السويس أوافتتاحها للملاحة العالمية وبالرغم من أن إنجلترا كانت الوحيدة المعارضة لمشروع القناة إلا أن افتتاح القناة ونجاحها فى وصل الشرق بالغرب جعلها مطمعا لانجلترا التى استغلت الديون التى وقع فيها اسماعيل من فرط إسرافه فى الصرف على حفلات افتتاح القناة أدت إلى استدانته وإفلاس خزينة مصر مما جعل انجلترا تشترى نصيب مصر فى شركة قناة السويس و اعتبرت ابخس الصفقات فى التاريخ وكانت سببا وذريعة لانجلترا لاحتلال مصر لمدة 74 عاما.

ويتابع القاضى حديثه، قائلا: إننى باعتبارى مؤرخا وعضو اتحاد المؤرخين العرب وعددت سبعة كتب تتحدث عن تاريخ مصر القومى و منطقة القناة وبورسعيد أعطى لنفسى الحق فى وضع مقارنة علمية بين قناة السويس التى افتتحت فى 17 نوفمبر 1869 وقناة قائدنا الرئيس السيسى التى فتحت فى 6 أغسطس 2015.

مقارنة بين قناتى السويس القديمة و الحديثة

وأشار القاضى إلى ان فكرة حفر قناة السويس الاولى كانت لمجموعة من العلماء الاجانب يشرف عليهم ويرأسهم ويمولهم أجنى فقناة السويس حفرت فى عهد اثنين من حكام مصر احداهما الوالى محمد سعيد وثانيهما الخديوى اسماعيل لا يبغيان إلا أن يمجدهما التاريخ لا ينتظران للنفع العائد من القناة، و يضاف أن القائم الأكبر واتباعه لحفر القناة كان فرنسى وهو ديليسبس ومجموعة من الفنيين والمهندسين الأجانب حتى من مثل مصر و حكومتها داخل مشروع قناة السويس من مهندسين أمثال 'موجل بك' أو 'لينان ديبلفون' كانوا من اصل فرنسى يعملون فى دولاب الوالى أو الخديوى لمصر.

ضياء القاضى يحكى عن قناة السويس ما بين الماضى و الحاضرضياء القاضى يحكى عن قناة السويس ما بين الماضى و الحاضر

بينما الفرق كبير فى قناة السويس الجديدة فمن فكر فى شق تلك القناة هو مصرى مائة بالمائة وتجرى فى عروقه الدماء المصرية و معاونوه مصريون لا هم لهم إلا أن يعود النفع من وراء تلك القناة لمصر وللمصريين

وتمويل قناة السويس قبل دك أول معول فى ارضها عام 1859 كان بتمويلا أجنبيا عن طريق شراء أسهم وأن كانت مصر قد شاركت ممثلة فى الوالى محمد سعيد ومن بعده الخديوى إسماعيل لم تنعم بريع هذه الأسهم وأرباحها ولو لفترة بسيطة.

أما وجه المقارنة فى القناة الجديدة فإن تمويلها جاء بروح شعبية من كافة طبقات الشعب المصرى فقيرها الذى قدم مدخراته البسيطة لكى يساهم فى هذا المشروع الحيوى الجبار ليس جريا وراء عائد مادى بل حبا فى مصر فى وقت كانت فيه مصر تكاد تكون خزينتها خاوية فالقناة هنا مصرية مائة بالمائة فكرة وتمويلا وتنفيذا.

حفر قناة السويس بالسخرةحفر قناة السويس بالسخرة

وكان تنفيذ مشروع قناة السويس عام 1869 بطريق الجبر و الزج و الكرباج و الدليل على ذلك سقوط 120 ألف عامل من أبناء مصر ممن ساهموا فى حفر القناة تحت لهيب الشمس و سياط زبانية ديليسبس حتى أن الوالى محمد سعيد زج بهؤلاء المصريين إلى ساحات الحفر زمرا و زجا بالقهر و القوة و استطاع أن يلبى رغبات الماكر ديليسبس فى تنفيذ هذا المشروع و أيا كانت العواقب صحيح أثبت التاريخ أن الخديوى إسماعيل وقف أمام رغبات ديلسبس الماكر و منع السخرة فى حفر قناة السويس إلا أنه وقع فى فخ من ديلسيبس الذى وضع حكما بينه و بين الخديوى إسماعيل و هو الامبراطور نابليون الثالث فهل سينصف نابليون حاكم مصر أم ابن بلدته و ابن جنسه 'ديلسيبس' حيث وضع شروطا مجحفة لقبول مبدأ منع السخرة فى حفر القناة ووقعت فيها مصر و دفعت الكثير ولا تعلم أنها سوف تدفع الكثير و الكثير عندما احتلت انجلترا لمصر.

طفلة ترتدى ثوب عروسة للاحتفال بحفر قناة السويس الجديدةطفلة ترتدى ثوب عروسة فى مكان حفر قناة السويس الجديدة

و أضاف القاضى أن قناتنا الجديدة فالتنفيذ فيها يقوم على الميكنة بصفة اساسية و ليس فيها اهدار لكرامة العامل المصرى بل لا يمكن لمشروع فى اى دولة من العالم مهما بلغ رقيها عن اليد العاملة البشرية و لو بقسط بسيط و هذا حيث تم توفير كافة وسائل الراحة من اجر عالى و مستشفيات مدنية ووجبات صحية

قناة السويس عام 1869 دام حفرها قرابة العشر سنوات بين سير ووقوف و استمرار و تعثر تحوطها زوابع المرابين و المستغلين للأيدى العاملة

ورؤس الأموال لا هم لهم إلا مكاسبهم الشخصية أما قناتنا الجديدة لعام 2015 فالعمل فيها كان مستقرا لا ينقطع و لم يدم حفرها سوى عام واحد و هذا زمن قياسى من المؤكد ان كبار مستوى المشاريع العملاقة على مستوى العالم سوف يأخذونه فى الحسبان عند إقامة مشاريع مماثلة و أقول ان هذا الوقت البسيط يجب ان يدخل موسوعة 'جيمس' العالمية فى مغمار تنفيذ المشروعات العملاقة و يرجع ذلك الى الرئيس عبد الفتاح السيسى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة صلاح السعدني.. تعرف على أشهر أعمال عمدة الدراما المصرية