اعلان

4 أطفال وغربة 10 سنوات انتهت بالقتل.. ليلة تشييع شهيدي السعودية فى قنا

جنازة شهيدي الغربة بقنا
جنازة شهيدي الغربة بقنا

'كُنا في انتظارهم طبعًا، وواثقين من رجوع جثمان ولادنا'..أمام المقبرة وعلى بعد كيلو مترات بقرية البطحة مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، يقف ذوي شهيدين الغربة بأجسادٍ واهنة، يشتعل بداخلها حزن كلهيب الشّمس يبخّر ذّكرياتهم من قلبوبهم ليسمو بها إلى عليائها، وبوجع قاتم يشيعون جثمان فلاذات أكبادهم الذين قتلوا بالسعودية.

جنازة شهيدي الغربة بقناجنازة شهيدي الغربة بقنا

'هنا كأنهم أحياء'.. فى بيتين يتسِع براحهم للكثير من الأحباب بقرية بطحة، شهدت ما بقى من مُدخرات الشهيدين منذ رحليهم واختيارهم فى البحث عن لقمة العيش الغُربة، إلا أنه سرعان ما تحولت تلك الغرف إلى متحف مُتناهى الصغر، لمقتنيات الشهيدين، بعضها تحتوى على صور فوتوغرافية والأخري من : «بطانيّة زاهية.. بضعة جلابيب بلدية.. وبنطال جينز لضمت أنسجته المخروقة غُرز مُرتجلة»، كانت تلك هى مقتنيات الشهيدين العائدة من السعودية بدونه.

فاجعة استيقظت عليها شمال قنا، منذ عدة ايام.. حيث وقعت حادثة مأساوية تتمثل في مقتل مصريين اثنين يعملان في مجال الإنشاءات (نجارين مسلح)، على يد مواطن سعودي طلقًا بالرصاص، وذلك بعد أن نشبت مشاجرة حادة بينهما وبين المواطن السعودي تحولت إلى جريمة جنائية، وذلك أثناء قيامهما ببعض الأعمال الإنشائية في بناء يملكه المواطن السعودي.

'عادل عبد الإمام حسين – مواليد1983' و 'عز الدين محمد عبد الشافي - مواليد 1967'، مواطنين مصريين، الاثنين من مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، سافروا بحثًا عن لقمة العيش، حيث وجدوا عتمة الدنيا ومصائبها، وكان قرارهم الوحيد بعد الانزلاق في الفقر والعوزة، السفر إلى السعودية، دون الالتفات لما قد يكتبه القدر لهم، كانت هذه أول مرة في حياة الشهيدين «عادل وعز الدين » يتخذان قرارًاهم بالسفر، وعلى طريقة ماذا أخذوا من السفر، أو بالأحرى ماذا أردوا أن يأخذو من وراء السفر، يجيب اليوم عنهم ذويهم 'عشان لقمة العيش، اكله نضيفه واللبس والعيشة.. عشان ولاده'.

تشييع جنازة شهيدي الغربة بقناتشييع جنازة شهيدي الغربة بقنا

'الشهادة'.. كانت هي قسمتهم من السفر، ولم تكن أسرة الشهيدين 'عادل وعز الدين' فى حالة اطمئنان من هذه السفرية، وخصوصًا هذه الرحلة، ورشحوا رحلة بديلة داخل البلاد، لكن هانى استقل دخلها، وأصروا على 'سفرية السعودية'، و دافع الأب عن قرار سفره : 'كان عايز يعيش مستور ويحسن معيشته'.

يتذكَر شقيق 'عادل' رحلة حضوره إلى السعودية، حيث قرر أن يترك مسقط رأسه، 'نجع حمادي بقنا' للذهاب في رحلة طويلة لا يعرف مستقرا لها إلا 'لقمة العيش'، وبمبدأ 'كعب داير'، سعى في الدنيا بحثًا عن لقمة العيش، لم يكن البحث عن عمل سهلا في القاهرة ولا أرجائها، حتى وجد أنه لا مفر من الغربة والسفر، لينضم إلى طابور 'الشقيانين والمغتربين'.

'ابتدا المشوار..واه يا خوفي من نهاية المشوار'.. عبارة كتبها 'عادل' على حسابه الشخصى على الفيس بوك عام 2015، واليوم نذكرها بإيقاع يُلخص كل ما كان بداخله من خوف و حُزن يوصل لك إحساس الآلم واليأس بعد الكفاية من الدُنيا أو الاستكفاء من البحث عن الرِزق، واليوم بعد 5 أعوام من نشر رسالته، كانت هى بمثابة نهاية مشواره برجوعه بالكفن بعد إصابته برصاصات الغدر، تاركًا خلفه 4 أطفال وعائلة بأكملها كان يعولها، بعد 'شقى' دام 10 أعوام في الغربة.

في حجرة استقبال الضيوف بدار الشهيد ' عادل' ، يجلس شقيقين واطفال الشهيدين، مقابِل لوحة مطبوعة لهم، إلا أن تغير ألوان لوحتهم الى الداكنة من كل ما شملت ألوانها وحكاياتهم التي بات كالجمر فى صدورهم، وبات شجرتهم في رحلة سنين من العجاف، لم يتخيلوا يومًا أن يكونوا لهم من الدنيا وجعا يجعل حياتهم بذلك الثقل، إلا تيقنًا منهم جميعًا باتوا مقتنعبن أن اليوم لم يعد كالأمس، فلم يكن أمامهم اختيار وباتوا راضيين بمصيرهم وبما جري.

يذكر أن وزارة الهجرة، أعلنت متابعة السفيرة نبيلة مكرم، بالتنسيق مع البعثة الدبلوماسية المصرية بالمملكة العربية السعودية، عن كثب، حادث مقتل مصريين اثنين يعملان في مجال الإنشاءات (نجارين مسلح)، على يد مواطن سعودي طلقًا بالرصاص، وذلك بعد أن نشبت مشاجرة حادة بينهما وبين المواطن السعودي تحولت إلى جريمة جنائية، وذلك أثناء قيامهما ببعض الأعمال الإنشائية في بناء يملكه المواطن السعودي.

وأهابت وزيرة الهجرة بالمواطنين عدم الانسياق وراء أي أخبار غير مدققة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على المتابعة الفورية لأي حادث يتعرض له المواطنين بالخارج من قبل كافة أجهزة الدولة المعنية.

وقالت وزيرة الهجرة إن مثل هذه الحوادث تصدر عن فرد ولا تعبر عن المجتمع السعودي، الذي يتعامل مع المصريين على أنهم أخوة أشقاء تجمعهم روابط تاريخية، مضيفة: 'أننا نثق في القضاء السعودي وأن الجاني سينال جزاءه وفقًا للقوانين الحاكمة بالمملكة العربية السعودية'.

WhatsApp
Telegram