أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، على حرص إدارة الجامعة على تشجيع البحث العلمي كجزء من خطتها البحثية ورسالتها العلمية المنوطة بها، والساعية إلى تقديم أحدث الأبحاث والرسائل العلمية المقدمة من باحثين بمختلف كليات الجامعة النظرية والعملية، التي تقدم إنتاجا علميا زاخرا بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث في مختلف المجالات بما يصب في صالح العملية البحثية ويسهم في الارتقاء بجودة مخرجاتها.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
جاء ذلك في أعقاب مشاركة الدكتور أحمد المنشاوي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ضمن لجنة إشراف ومناقشة رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في جراحة القلب والصدر من الطبيب محمود محمد عاطف أحمد سلام، المدرس المساعد بقسم جراحة القلب والصدر بكلية الطب بالجامعة، تحت عنوان 'العلاج الجراحي لاسترواح الصدر العفوي باستخدام منظار الصدر الجراحي ذو فتحة واحدة بالصدر'، التي تم بموجبها منحه درجة الدكتوراه بعد مناقشة رسالته من قبل لجنة تضم كلا من: اللواء طبيب ياسر أحمد السيد رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية ومستشار جراحة الصدر بالقوات المسلحة، والدكتور محمود خيري الهايش أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب بجامعة أسيوط والمشرف العلمي على قسم جراحة القلب والصدر بجامعتي جنوب الوادي وأسوان، والدكتور حسين خيري عبد العزيز الخياط أستاذ مساعد جراحة القلب والصدر كلية الطب جامعة أسيوط والمشرف على الرسالة، وقد شهدت المناقشة حضور الدكتورة مها غانم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
وأوضح الدكتور أحمد المنشاوي، أن تلك الرسالة تهدف إلى مقارنة نتائج جراحات منظار الصدر أحادي المدخل مع منظار الصدر متعدد المدخل من حيث الشعور بالألم وعدد أيام الإقامة وحدوث مضاعفات واحتياج المريض لتدخل جراحي أخر، لافتا أن الرسالة كشفت أنه لا يوجد اختلاف بين منظار الصدر الجراحي أحادي المدخل وثنائي المدخل من حيث درجة الألم ومدة الإقامة بالمستشفى بعد العملية ومدة تركيب الأنبوبة الصدرية بعد العملية، وكذلك عدم وجود اختلافات من حيث المضاعفات، مضيفا أن الرسالة أثبتت كذلك أن المدة الزمنية التي يحتاجها منظار الصدر الجراحي أحادي المدخل أقل من المدة الزمنية اللازمة لإجراء منظار الصدر الجراحي تنائي المدخل.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
وحول تفاصيل الرسالة، أشار الباحث، أن رسالته ألقت الضوء على ماهية الاسترواح الهوائي وهو انخماص الرئة وهو ما يحدث عندما يتسرَّب الهواء للمساحة بين الرئة وجدار الصدر و يضغط هذا الهواء على الناحية الخارجية للرئة؛ مِمَّا يجعلها تفرُغ وتنطوي مما انخماصًا كاملًا للرئة، أو انخماصًا لجزء منها فقط ، كما قد يحدث الاسترواح الهوائي من دون سبب واضح.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
واستعرضت الرسالة أنواع الاسترواح الهوائي الذى تم تقسيمه إلى نوعين أولي ومن أسبابه البثور الهوائية الممزقة (الفقاعات) على أعلى الرئة، وعند انفجارها يتم تسريُّب الهواء إلى الفراغ المحيط بالرئتين، وهو يحدث عند الأشخاص في المرحلة العمرية بين 20 إلى 40 عاما، خصوصًا إذا كان الشخص طويل القامة للغاية، وأقل وزنًا من المطلوب، والنوع الثاني هو: الاسترواح الثانوي ويحدث نتيجة لوجود انسجة رئة تالفة ويحدث تليف الرئة بسبب أنواع متعددة من الأمراض الأساسية، بما في ذلك داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والتليف الكيسي والالتهاب الرئوي.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
وحول أعراض الاسترواح الهوائي، كشف الباحث أنها تشمل الشعور بألم مفاجئ في الصدر وضيق في التنفُّس، وفي بعض الأحيان قد يكون انخماص الرئة حدثًا مهدِّدًا للحياة، مضيفا أن التدخين يعد أهم عوامل خطر الإصابة باسترواح الصدر، كذلك الجينات الوراثية، والإصابة السابقة باسترواح الصدر يعد أكثر عُرضَةً بشكل متزايد مقارنة بشخص آخر.
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
وتضمنت الرسالة كذلك الدور الهام الذي يقوم به علاج الاسترواح الهوائي فى تخفيف الضغط على الرئتين، بما يُتيح للرئتين التوسُّع من جديد، ويتم العلاج من خلال خيارات تتراوح من الملاحظة مرورا بتدخلات جراحية متوسط كتركيب أنبوبة صدرية حتي تدخلات جراحية كبري كالشق الصدري ومنظار الصدر الجراحي للحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة .
مناقشة رسالة دكتوراه بكلية الطب بجامعة أسيوط
وأكد الباحث أنه في العقود الأخيرة أثبتت الدراسات أفضلية منظار الصدر الجراحي على شق الصدر، لأنه يساعد على تقليل مضاعفات الشق الجراحي كالألم وزيادة مدة الإقامة بالمستشفى بعد العملية وسرعة العودة للأنشطة اليومية والعمل مما يساعد على تقليل التكلفة الكلية الناتجة عن العملية الجراحية.
ويتم عمل منظار الصدر الجراحي عن طريق مدخل واحد أو مدخلين أو ثلاث مدخلات في السنوات الأخيرة، قامت العديد من الأبحاث بنشر نتائج للمقارنة بين كل طريقة للوصول لأعلى كفاءة من حيث الألم ومدة تركيب الأنبوبة الصدرية ومدة الإقامة بالمستشفى بعد العملية ودراسة المضاعفات والانتكاسة والوفاة الناتجة عن العملية الجراحية.
وخلصت الرسالة إلى عدم وجود فارق إحصائي في النتائج ما بين منظار الصدر الجراحي أحادي الفتحة ومتعدد الفتحات، وعليه فان أفضلية اختيار طريقة منظار الصدر الجراحي تعتمد على اختيار الجراح وما يرى أنه يستطيع تقديمه بشكل أفضل للمريض أخذا في الاعتبار أن متوسط زمن العملية الذي احتاجه المنظار أحادي الفتحة جاء أقل من زمن العملية للمنظار متعدد الفتحات.