"الثراء من كيس بلاستيك".. "أم حمزة" تحول الخسائر الفادحة إلى أملاك وشهرة (فيديو وصور)

قصة كفاح أم حمزة السوري ابنة قنا
قصة كفاح أم حمزة السوري ابنة قنا

'لو جنيه ضاع مني بعيط عليه لأني شربت المُر فيه'.. بهذا الكلمات عبرت فتاة عشرينية عن قصة كفاحها التي لم تكن تتوقع طيلة حياتها المرار بها، ولكن قسوة الحياة وكونها زوجة صعيدية لم تتخلى عن واجبها تجاه زوجها بعد خسارة كل تجارته في حادث حريق ضخم، بدأت بكيس بلاستيك في أسواق الملابس الشعبية، رغم حملها بالطفل الأول لم تُشعر زوجها بتعبها واستمرت هكذا 8 أعوام أعادت فيهم تجارتهم وأصبحت مالكة لـ4 محلات ملابس وأخذت شهرتها على مستوى محافظة قنا بـ'أم حمزة السوري'.

واجهت أسماء حسين، وشهرتها أم حمزة السوري، ابنة مركز دشنا، متزوجة ومقيمة بمدينة قنا، العديد من الصعاب رغم صِغر سنها ولديها مسؤوليات أخرى كزوجة وأم، ولكنها لم تستسلم وقررت النهوض للتغلب على ظروفها التي وُضعت بها فجأة، وذلك بصبرها وقوة تحملها وإيمانها، بإعادة حياتها الجميلة التي سرقها منها القدر.

أم حمزة السوري ابنة قنا أم حمزة السوري ابنة قنا

تقول 'أم حمزة السوري' إنها خريجة معهد الخط العربي، ومكنها من العمل كمدرسة لمادة الاقتصاد المنزلي بإحدى مدارس قريتها بمركز دشنا شمال محافظة قنا، ولكنها لم تستمر طويلًا حيث انقطعت عن العمل بعد زواجها للتفرغ لخدمة أسرتها، وما هي شهور قليلة بعد زواجها وجدت حياتها البسيطة الهنية انقلبت على عقب، حيث كل ميراث زوجها الذي حصل عليه قام بشراء ملابس جاهزة منه، واستأجر معرضًا لبيعها وفجأة اندلع حريق ضخم فجرًا دمر كل شئ، لم يكن لديهم سواه.

وأضافت أنها ظلت تعاني فترة مع زوجها من كثرة المشاكل التي ظهرت بعد ذلك، وشعرت أن أسرتها تنهار، في تلك اللحظة قررت عدم الاستسلام وأقنعت زوجها بنزولها للعمل، وبالفعل كانت حامل بأول طفل لها وبدأت من شارع الشهاريج بمدينة قنا، باستلام بعض الملابس من التجار داخل كيس بلاستيك، يوميًا وتذهب بها لكافة المصالح الحكومية بمختلف قرى المحافظة لعرض بضاعتها على الموظفين وإقناعهم بالشراء منها.

'مدير مدرسة يطردني وآخر يستقبلني ويوم أبيع وعشرة لا لكني مستسلمتش عشان بيتي'.. هكذا أعادت 'أم حمزة السوري' ذكريات كفاحها المؤلمة في تجارة الملابس، خاصة أنها لم تكن معتادة على مثل هذا العمل الشاق من قبل فقد عاشت طفولتها في رفاهية، وما حدث لها تعتبره مجرد اختبار لقوة تحملها ولتثبت فيه لزوجها بأنها مكمله معه رغم كل الظروف، فلم يتخلى عنها في بداية مشوارهما ووهبها كل ما تتمنى، لذلك قررت الوقوف بجانبه ليستعيدا سويًا حياتهما التي كانا يحلمان بها.

وأشارت 'أم حمزة السوري' إلى أنها من كثرة المشي في الشوارع، والمواقف الصعبة التي مرت بها، شعرت بالألم في رجلها وذراعها كما أنها أجرت عملية جراحية، بسبب حزنها على حياتها التي ضاعت منها فجأة والمشقة التي اصابتها من العمل في الشارع دون سابق إنذار، فاضطرت للسفر إلى أحد الأطباء بالقاهرة للعلاج، وبعد تعافيها عادت لاستكمال مسيرتها ثانية مع زوجها.

وتابعت أنها في ذلك الوقت أصبحت أم، فكانت تترك رضيعها مع والدتها وأشقائها، لمتابعة عملها ببيع الملابس، مبينة أن أكثر ما يؤلمها طوال فترة عملها نظرة الشفقة التي كانت تجدها من المواطنين في الشوارع، وأكثر ما ميزها وجعلها تحقق هدفها رغم تلك الصعاب معاملتها الحسنة مع عملائها والتي كان أحد العملاء السبب في بدايتها حيث وهبتها عميلة لديها بمكان لتجهزه بمعرفتها وبضائع تشرف على بيعها فيه، وكانت هذه الخطوة الأولى في طريقها، تمسكت بها واجتهدت بعرض الملابس على الجيران تارة وعلى الانترنت تارة أخرى حتى وسعت من ذلك المكان وبدأت في بناء اسمها وسط تجار الملابس بأسواق قنا.

محررة أهل مصر أثناء لقاءها مع أم حمزة السوريمحررة أهل مصر أثناء لقاءها مع أم حمزة السوري

وختمت 'أم حمزة السوري' حديثها بأنها بعد 8 أعوام مشقة وتعب، استطاعت إعادة حياتها مرة أخرى، وأصبحت مالكة وهي وزوجها لـ4 محلات للملابس والمفروشات السورية، داخل مدينة قنا، وأصبح اسمها يتردد مع كافة تجار محافظة قنا وخارجها، بل وشغلت عمالة لمجموعة من الفتيات معها ويدها بيدهم لم تجلس في المنزل بل تخرج يوميًا في الصباح الباكر وتعود في المساء لمتابعة ما رأت كل صعب من أجله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً