تعد منطقة مارينا العلمين أهم وأشهر الموانئ الأثرية القديمة في مصر في العصرين اليوناني والروماني، وأول موقع أثري في الساحل الشمالي يتم إعداده وتجهيزه كمزار سياحي، منذ سنوات لم تقم وزارة الأثار بإقامة متحف للمواقع الأثرية على مساحة 189 فدانا، وهي من أكبر المواقع الأثرية بالساحل الشمالي والغنية بالعناصر المعمارية المختلفة من العصر الروماني .
وقامت 'أهل مصر' بجولة بمارينا العلمين للتعرف على تاريخ هذه المنطقة الأثارية ومدى أهميتها في عمل مزار آثار مارينا العلمين، فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي أو مزار أثري يروي قصص هذه المنقطة التي كانت تعرف قديما باسم 'لوكاسيس' أي الصدفة البيضاء.
آثار مارينا العلمين فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي
يؤكد محمد الشرقاوي باحث في الأثار ومدير متحف، أن هذه المنطقة تتميز بالعديد من المقومات سياحيا فهي تمتلك الرمال الناعمة البيضاء وكانت تعبد فيها أفروديت إله الجمال تظهر وهي خارجة من الصدفة البيضاء، ولأهميتها الشديدة قرر المجلس الأعلى للآثار تطويرها وافتتاحها للجمهور كمتحف معماري مفتوح للسياحة على ساحل البحر المتوسط، ولكن لم يليق مكانه بالمنطقة التاريخية.
وكان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق أعلن في عام 2007 بأنه سيتم افتتاح مشروع تطوير منطقة أثار مارينا العلمين بالساحل الشمالي أمام الزائرين نهاراً وليلاً، حيث سيتم إضاءة المنطقة الأثرية بأحدث التقنيات الحديثة المستخدمة لإظهار جمال وروعة المناظر المعمارية الأثرية التي تم اكتشافها وترميمها برسوم مخفضة للمصريين بقيمة خمسة جنيهات للفرد، وخصم50٪ للطلبة من أجل تشجيع السياحة الداخلية ولم يحدث شئ حتي تاريخه .
آثار مارينا العلمين فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي
المشروع المؤجل افتتاحه منذ أكثر نحو 8 أعوام تقريبا، جعل زيارة المكان ممكنة مجددا، بعد إنتهاء أعمال صيانة وإضاءة هذه المنطقة الأثرية ولأهمية المنطقة الأثرية في الترويج لها لعودة السياحة بقوة وزيادة معدلات السائحين لمصر، والتي تضررت بعض الشيء خلال فترة أزمة كورونا، وإلى الأن لا نعرف مصير افتتاح هذا المشروع ، حتى أصبحت على موعد لتحقق هدفها في الجذب السياحي للبلاد خاصة مع وجود مدينة عالمية مثل العلمين الجديدة بهذه المنطقة.
تعتبر منطقة أثار مارينا العلمين منطقة جذب للحركة السياحية من المصريين، لتشجيع السياحة، خاصة أن المنطقة تضم مجموعة من المقتنيات والمناظر المعمارية الخلابة.
وتضم المنطقة الفيلات الرومانية، والحمام الروماني، والسوق التجارية القديمة وبقايا الكنيسة والمقابر المكتشفة من العصرين اليوناني والروماني، بالإضافة إلى الشوارع الأثرية والمسرح الروماني، مشيرا إلى أنها المنطقة الوحيدة التي يسمح فيها بالزيارة ليلا بالوجه البحري، وذلك في إطار سياسة المجلس الأعلى للآثار في الاهتمام بالمناطق الأثرية الممتدة علي شريط البحر المتوسط وإعدادها للزيارة.
آثار مارينا العلمين فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي
وتعود منطقة آثار مارينا العلمين للعصر اليوناني الروماني، حيث كانت تمثل ميناء هاما في الساحل الغربي للبحر المتوسط لتصدير الغلال والحبوب خاصة القمح إلى روما، وقد تم الكشف عنها عام 1986 بطريق إسكندرية مطروح الساحلي أثناء إنشاء قرى مارينا السياحية، وقد نفذ المجلس الأعلى للآثار قبل أن يكون وزارة أعمال ترميم للعديد من المباني والقطع الأثرية المكتشفة من نتاج حفائر منطقة آثار مارينا من خلال برنامج سنوي، بالتعاون مع المعهد البولندي للآثار الشرقية بالقاهرة ومركز البحوث الأمريكي.
وأن مدينة مارينا الأثرية على درجة كبيرة من الرقي والتقدم من خلال مبانيها المعمارية، ولكنها قد تعرضت قديما لزلزال مازلت أثاره موجودة حتى الآن كما استخدمت المنطقة كملجأ وثكنات للجنود أثناء الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أن مارينا تمتلك العديد من الآثار الهامة المكتشفة منها عدد من المقابر المنحوتة في الصخر ومقابر فوق الأرض ومقابر هرمية وعدد 2 كنيسة بازيليكا، ويعتبر هذا الطراز المعماري هو الأقدم في تخطيط الكنيسة المسيحية، وهو طراز انتشر إلى حد كبير في سائر أنحاء العالم وتعود أصوله الأولى إلى أنواع العمائر الرومانية القديمة التي كان يمثلها أساسا ساحة العدل عند الرومان، حيث تعقد فيها المحكمة الرومانية.
آثار مارينا العلمين فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي
|أما المنازل الرومانية التي عثر عليها فهي علي درجة كبيرة من التقدم والرقي وكانت مزودة بنظام لإمدادها بالمياه والصرف، وغالبا ماكانت تتكون من طابقين حيث وجدت بقايا سلالم في بعض هذه المنازل، وبوجه عام يشتمل المنزل الروماني على مدخل يؤدي إلى صالة وسطى ثم غرف النوم ومطبخ ومخازن، وحجرات منفصلة أحيانا تخصص إحداها لاستقبال الرجال وأخرى للسيدات.
بينما تمثل الحمامات الرومانية دليلا علي الثراء والترف الذي شهده سكان هذا المكان، حيث كانت تحتوي عادة على غرف لتغيير الملابس وحفظها وغرف الحمام البارد وأخرى للحمام الدافئ، وقد غطيت الجدران بالرخام ليصبح السطح مصقولا، وكانت الحمامات مزودة بالمياه عن طريق قناة أو فتحة متصلة ببئر أو صهريح، والجدير بالذكر أنه توجد بقايا لهذه الغرف بالمدينة.
وتقدر مساحة منطقة آثار مارينا بنحو 189 فدانا، وتوصف بأنها منافع عامة للآثار وهي من أكبر المواقع الأثرية بالساحل الشمالي والغنية بالعناصر المعمارية المختلفة من العصر الروماني.
آثار مارينا العلمين فالعصر اليوناني والروماني تنتظر متحفا مفتوح بالساحل الشمالي