لم تمر سوى ساعة على خطفهم إلا وكان أهالى المخطوفين فى ليبيا، من أبناء قرية ميت نابت التابعة لمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، على موعد مع صوت أبنائهم وهم تحت التعذيب، ويستغيثون:' إلحقونا احنا بنموت، اتصرفوا فى الفلوس، بيكهربونا وبيضربونا.. بيعوا البيوت اتصرفوا فى الفلوس بأقصى سرعة'.
تلك اللحظات عاشها آباء لـ4 شباب من أبناء القرية، استمعوا لهم وهم يعذبون، ولم يتمكنوا من فعل شيء من أجل إنقاذهم، لم يجدوا أمامهم سوى الدعاء والتوجه للمسؤولين.
الضحايا يستغيثون
'إحنا كل يوم بنموت ألف مرة بنسمع عيالنا بتتعذب، على أمل ان المسؤولين يستجيبوا لنا وينقذوا أبنائنا، لأننا لا نملك الأموال من أجل إنقاذهم، وهم ضحايا لسمسار نصاب عن طريق إعلان عبر الفيس بوك'.
والد أحد الضحايا أكد على أن نجله يتم تعذيبه كل يوم بسبب المبالغ المطلوب سدادها وهي 100 ألف جنيه مصرى، وقال: جمعنا الكثير من الأموال ولكن لم نتمكن من دفع تلك المبالغ كاملة.
تسجيلات بتعذيب الضحايا
وحصلت 'أهل مصر' من أسر المخطوفين على تسجيلات قاموا بتسجيلها للخاطفين وهم يتحدثون معهم هاتفيا ويسمعونهم أصوات المخطوفين وهم تحت التعذيب من أجل سرعة توفير الأموال.
وانخدع 4 شباب في قرية ميت نابت التابعة لمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، كانوا يحلمون بالسفر إلى الخارج، بإعلان عبر موقع التواصل الاجتماعى 'فيس بوك'، بوجود فرص عمل متاحة في إيطاليا لعدد من الأشخاص بمقابل مادي.
واتصل الشباب وهم 'إسلام عوض محمد، 18 سنة، صلاح سمير عبد الحميد، 27 سنة، صلاح محمد منصور، 19 سنة، وأحمد محمد عبد القادر، 16سنة'، بالرقم الموجود في الإعلان، وطلب منهم دفع مبلغ 50 ألف جنيه، وبعد علم صاحب الإعلان بأن الشباب لا يملكون المبلغ المطلوب، طالبهم بالسفر إلى مرسى مطروح.
بداية سفر الضحايا
سافر الشباب إلى مرسى مطروح، واتصلوا بأسرهم وأكدوا لهم أنهم وصلوا إلى ليبيا، وبعدها بيوم اتصل أحد الأشخاص من رقم ليبي على ذويهم يُطالبهم بدفع مبلغ 30 ألف دينار للفرد الواحد من أجل إطلاق سراحهم.
قال حمادة الشبل، خال أحد المختطفين: 'إحنا مش بنعرف ننام لا ليل ولا نهار خلاص، أكثر من 10 أيام متواصلة لا نعرف معنى النوم، كل يوم اتصال نستمع فيه إلى الشباب يتم تعذيبهم'. وتابع الشبل: 'جمعنا جزء من المبلغ المطلوب ولكن لم نتمكن من تجهيزه بالكامل، ونتمنى من المسئولين التدخل من أجل إنقاذ الشباب'.
ووواصل: 'اتصل بنا رجل يتحدث بلهجة ليبية، من رقم ليبي، يطالبنا بدفع مبالغ مالية كبيرة 30 ألف دينار على كل فرد، من أجل إطلاق سراحهم، وحررنا محضرًا بالواقعة'.
وأكد: 'أبناؤنا شاركوا في الخطأ، ولكن هم لا يعرفون أنها خدعة، ونُطالب الحكومة بالتدخل، فالكثير من الشباب من الممكن أن يكونوا ضحايا جُدد'، لافتًا إلى أن المختطفين أخبروهم أنه سيتم تسلم المبلغ المطلوب في مرسى مطروح وإطلاق سراح الشباب بعدها.