نجل المراجع القانوني لقرار تأميم قناة السويس: كنت أعلم أن تمثال ديليسبس سيستقر بمتحف الإسماعيلية

الدكتور على الحفناوى
الدكتور على الحفناوى

قال الدكتور علي الحفناوي نجل الدكتور مصطفى الحفناوي، أول مستشار قانوني لقناة السويس في عهد الرئيس عبدالناصر، إنه في يوم 2 سبتمبر 2020، قابل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، لإهداء متحف قناة السويس تحت التأسيس بالإسماعيلية، نسخة من تسجيل تليفزيون فرنسا لحلقة نقاشية دارت عام 1969، بمناسبة الاحتفال بمئوية افتتاح القناة، حضرها عن مصر والده وعن فرنسا آخر بنات فرديناند ديليسبس مع آخرين من أحفاده، بالإضافة إلى نخبة من القانونيين والمؤرخين الفرنسيين والإنجليز.

وأضاف الحفناوي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه قام بإهداء نسخة من كتاب مذكرات والده عن 'خلفيات تأميم القناة'، مشيرا إلى أنه علم بشأن إعادة تمثال ديليسبس بمدخل القناة، وأنه سيستقر بالمتحف في الإسماعيلية، ولأن تلك المعلومة ظلت سرية حتى صباح اليوم، فقد اكتفى في اليوم التالي بكتابة جملة 'تفاءلوا خيرا' على صفحة الحملة 'لا لعودة تمثال ديليسبس"، والتي تغيير اسمها اليوم إلى 'بورسعيد تطرد ديليسبس'.

وتابع: 'وصل التمثال فعلا إلى الإسماعيلية بفضل توجيهات سيادة الرئيس، لا يسعني إلا توجيه الشكر والتحية لسيادته عرفانا بقراره الوطني الحكيم، أما التمثال فسيستقر بالمتحف، حيث يقص التاريخ حقيقة هذا الرجل بما له وما عليه'.

الدكتور على الحفناوىالدكتور على الحفناوى

من الذكريات

وروى نجل الحفناوي، بعض الذكريات التي عاصرها مع والده فقال إنه في 20 مايو 1969، بعد أقل من شهر من استقالة الرئيس التاريخي الفرنسي شارل ديجول من منصبه، احتفلت القناة الرسمية الفرنسية بمئوية قناة السويس وبذكرى ديليسبس، واستقبل التليفزيون الفرنسي كوكبة من أبناء وبنات ديليسبس وقدماء الشركة المؤممة لحوار حول تاريخ حفر القناة وأمجاد ديليسبس.

وأضاف: 'حضرت مع والدي أحد البرنامج الفرنسية الشهيرة في هذا الوقت، والذي امتد ساعتين، وكنت جالسا في الكواليس خلف الكاميرات، وقد انبهرت بقدرة والدي على الرد على أدق التفاصيل التاريخية والقانونية، بل صار يصحح لمن يحمل لقب 'كبير مؤرخي القناة'، الفرنسي الجنسية، كثير من المعلومات غير الدقيقة، ومع انتهاء البرنامج، قامت السيدة البارونة 'ديوكاس' آخر بنات ديليسبس على قيد الحياة، بتوجيه الشكر للدكتور الحفناوي قائلة له: 'لقد تعلمنا منك اليوم كثيرا مما لم نكن نعلمه عن والدنا'.

بورسعيد تطرد ديليسبسبورسعيد تطرد ديليسبس

وتابع نجل أول مستشار قانوني لقناة السويس: 'أتذكر دائما رد والدي الديبلوماسي على المذيع الذي سأله عن رأيه في عودة تمثال ديليسبس إلى موقعه، حيث فقال له لو كنت فرنسيا لأقمت له تمثالا في كل مواني فرنسا، بل في كل مواني أوروبا، إذ أنه خدم مصالح فرنسا وأوروبا الاستعمارية خلال قرن كامل على حساب قناة السويس المصرية، أما نحن في مصر، فلنا مآخذ عديدة على تاريخه معنا مما يجعلنا لا نقبل عودة تمثاله على مدخل القناة'.

قيل لي فيما بعد أن إذاعة هذا البرنامج تكريما لديليسبس كان غير ممكنا في ظل حكم الرئيس ديجول رحمه الله، وفي العام الماضي، نجحت في الحصول على التسجيل الكامل للبرنامج مقابل تكلفة مالية مرتفعة، سأضعه تحت تصرف متحف قناة السويس الجاري إنشائه في الإسماعيلية.

سذاجة وأوهام

وقال نجل الحفناوي أن البعض يعتقد أن وضع تمثال ديليسبس في مدخل القناة ببورسعيد، سيجلب السياحة والمليارات على المدينة الباسلة، معلقا: 'هذا مجرد وهم وعدم فهم لآليات الأسواق السياحية ولمحركات المصالح الدولية'.

وأضاف: 'لن نبيع تاريخنا الوطني لإرضاء بعض الواهمين والحالمين، ولن نبيع كرامتنا الوطنية لمجاملة أي كيان، مهما كانت صداقاتنا وتخيلنا الساذج لمردود ديبلوماسي أو اقتصادي لن يكون'.

وطلب نجل الحفناوي إغلاق هذا الملف حفاظا على احترام العالم لنضال هذا الشعب، وحفاظا على السلم الاجتماعي ومنعا للإحباط.

WhatsApp
Telegram