عجوز من الشرقية تطلب الرحمة: "صاحب الشقة طردني.. استروني في آخر أيامي"

عجوز تطلب الرحمة
عجوز تطلب الرحمة

رغم بلوغها مشارف الستين، تجولت ابنة محافظة الشرقية مترجلة على مسجدي الحسين والسيدة نفيسة بالقاهرة لعلها تجد منهما الرحمة، ترفع العجوز يدها للسماء طالبة الستر في آواخر أيامها.

'صاحب الشقة طردنا بسبب تراكم الإيجار، ومفيش مكان أعيش فيه'، بهذه الجملة استهلت العجوز قصتها المأسوية وقالت إنها تقطن بقرية 'العصلوجي'، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.

وأوضحت أن الجيران عرضوا عليها الإقامة معهم، ولكنها رفضت وقالت: 'مينفعش أعيش معاهم على طول، البني آدم تقيل'.

وتابعت: 'كل اللي عاوزاه 4 حيطان أعيش فيهم بدل الشارع'، بدموع محرقة تستكمل العجوز قصتها وقالت: 'كنت عايشة كويس، بس الدنيا جارت عليا، استروني في آخر أيامي'.

وكانت السيدة الخمسينية قد جمعت بعض ملابسها داخل كيس بلاستيك، وغادرت منزل ابنتها في القاهرة، بعد أن مكثت فيه أكثر من شهرين، حتى لا تعيش عالة على زوج ابنتها، ويتحمل تكلفة الإنفاق على طعامها وعلاجها.

واستغاثت السيدة المسنة 'منى ع. ع.'، 59 سنة، بمحافظ الشرقية، الدكتور ممدوح غراب، لتوفير مسكن لها ضمن الشقق المخصصة للأسر الأولى بالرعاية، لحمايتها من التشرد في الشوارع، خاصةً وأنها تعاني من عدة أمراض.

وتابعت: 'العمال في المحطة شافوني وصعبت عليهم، سألوني لو كنت محتاجة حاجة، قلت لهم هاقعد شوية أرتاح وهمشي'، متابعة أنه بعد فترة جلس شاب صغير السن إلى جوارها، وتحدث معها وعرض عليها توصيلها إلى أي مكان تريده فأخبرته بأنها ليس لها مأوى، وتركت منزل ابنتها وشقيقتها، حتى لا تثقل عليهما، فصورها في مقطع فيديو ونشره على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'.

وأكملت 'منى'، قصتها، أن 'ما حدث بعد انتشار الفيديو جاءت لي ست وقالت لي إنها من محافظة الشرقية، وعايشة في القاهرة، وطلبت مني أروح معاها في بيتها، هتستضيفنى لحد ما ألاقي مكان، فقلت لها أنا مش عايزة أتقل على حد، لكنها أصرت'.

وأكملت: 'شباب من قرية العصلوجي شافوا الفيديو بتاعي على فيسبوك، وتوصلوا مع الست اللي أنا كنت عندها، وجه اثنين، واحد منهم أخو صديق ابني الكبير، والتاني صاحبه، وخدونى معاهم لحد ما يشوفوا لي مكان ويحلوا مشكلتي'.

وأجهشت 'منى' بالبكاء وهي تروى تفاصيل معاناتها، قائلةً: 'أنا مواليد مدينة الزقازيق، وبعد ما تزوجت روحت عشت في القاهرة، وبعد 3 سنين حصل خلاف عائلي واتطلقنا، ورجعنا لبعض تاني بس هو اتجوز وساب لي الشقة وعاش مع مراته الجديدة في شقة تانية، لكن مكنش راضى يدفع إيجار الشقة اللى أنا فيها'.

اثنان من أبنائها تحملا مسئولية الإنفاق عليها بعد تخرجهما: 'كان ابني يدفع الإيجار ويوفر لي كل احتياجات البيت من أكل وشرب وغيره، كنت باشتري الدوا من معاش المطلقات اللي حصلت عليه، كنا عايشين ومستورين وابني عمره ما كل أو مل من مصاريف البيت، ومراته كانت بتعاملني أحسن معاملة'.

وأردفت: 'لكن بعد أزمة كورونا، وتراكم الديون على ابني، ازداد الوضع سوءً، فقمت ببيع الأجهزة الكهربائية والمفروشات اللي في البيت، علشان أسدد بعض ديونه، ومنها إيجار الشقة، لكن صاحب الشقة مانتظرش ندفع باقي المبلغ وطردنا، مضيفة أنها توجهت للإقامة لدى ابنتها.

وأشارت إلى أن ابنتها وزوجها لم يقصرا معها، لكنها شعرت بأنها حمل ثقيل عليهما، فقررت ترك المنزل: 'عندي مشاكل صحية كتير، وبأحتاج لعلاج كتير، ومش عايزة أبقى حمل على حد'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً