الكثير من الأطفال في بداية حياتهم يحلمون بالتسرب من التعليم لقضاء أوقاتهم في اللهو واللعب، ويقوم البعض منهم بالهروب من المدارس عبر الأسوار العالية، وداخل الأسواق، وأماكن اللهو واللعب، حتى يأتي الموعد الرسمي لخروج زملائهم من المدارس، ويقومون بالرجوع إلى منازلهم.
ويستمر الأمر هكذا حتى تأتي الامتحانات ويَظْهر كل منهم على حقيقته أمام ورقة الإجابة في امتحاناته، ويظل الأمر هكذا حتى يترك التعليم، وبعد ذلك يتحول من متسرب من التعليم إلى معقد نفسيا حتى يصل إلى شعور بالنقص.
محمد فكري كمال يبلغ من العمر 19 عامًا، يقيم فى قرية الحريزات الشرقية، دائرة مركز المنشأة جنوب محافظة سوهاج، أحد هؤلاء الذين حُرموا من التعليم وأصبح الآن يبكي حاله، حيث يسرد تفاصيل قصته، قائلا: 'نفسي أتعلم وأبقى زي أصحابي، حيث أنني تركت التعليم وأنا في الصف الخامس الابتدائي، بسبب رسوبي في ذلك العام'.
الشاب محمد كمال
ويُضيف 'كمال': 'أشعر بالأسف الشديد لما بدر من والدي آن ذاك، بسبب عدم تشجيع أسرتي لي لاستكمال تعليمي، وأنا عندما أرى زملائي من المرحلة الابتدائية، وقد أصبحوا فى معاهد وجامعات، وأنا كما أنا، ينتابني إحساس بالحزن وأشعر بالألم الشديد، ما أدى إلى المزيد من الغضب تجاه أسرتي، لعدم وقوفهم ودعمهم لي فى وقت لم يكن لدي أي رأي ولا إدراك'.
ويواصل 'أنا زعلان من أبويا وأمي علشان سبوني من غير تعليم، ورغم تقدم سني واقتربت من العشرين من العمر، إلا أن طموحي فى استكمال تعليم لا يزال يراودني في التقدم للبدء في التعليم، حتى أصل إلى ما أريد، وأن ألتحق بالمدرسة مثل باقي زملائي القدامى'.
ويطالب المسؤولين بحل مشكلته، التي ستكون سبب السعادة بالنسبة له إذا تم حلها، وسبب حزنه وتعاسته إذا لم تحل.