الصرف الصحي وتسريب المياه وتهالك البنية التحتية.. أزمات تهدد الاستثمار في المنطقة الصناعية ببني سويف (صور)

أزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويف
أزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويف

لاتزال تواجه المناطق الصناعية بشرق النيل في بني سويف عدد من المشكلات والتحديات خاصة في البنية التحتية والتى تهدد الاستثمار فيها، وخاصة منطقة بياض العرب الصناعية بمدينة شرق النيل بالمحافظة، وهي من أهم المناطق الصناعية في محافظات الصعيد، نظرًا لوجودها على المساحة الإجمالية بـ 750 فدان، وتم إنشاء منطقة 'بياض العرب' إحدى المناطق الصناعية عام 2000 على مساحة 750 فدان، وتوفر 20 ألف فرصة عمل، ولكن هناك بعض المشكلات والتحديات التي تواجه المنطقة وخاصة مشكلات الصرف الصحي ببعض المناطق المحيطة بها وخاصة القرى حديثة النشأة.

قال عبد الحكيم مسعود، عضو مجلس النواب بمحافظة بنى سويف، إن هناك بعض المشكلات التي تواجه المستثمرين وأصحاب المصانع، ومنها أن منطقة الصناعات الخفيفة أمام المدينة السكنية بشرق النيل هي أقرب المناطق للكتل السكنية لتواجدها أمام المدينة السكنية بشرق النيل مباشرة، ورغم اقترابها الشديد من المكان الجديد لجامعة بني سويف وجهاز مدينة بني سويف الجديدة، إلا أن هناك العديد من المشكلات التي تواجهها، أهمها: كثرة انقطاع الكهرباء خاصة في فصل الشتاء مما يؤثر على عمل العديد من المصانع فبجانب التوقف عن الإنتاج يؤدي قطع الكهرباء لهلك وفقْد كبير في الخامات كما في مصانع البلاستيك وعددها يزيد عن 8 مصانع، ومصانع الحديد وعددها يزيد عن 10 مصانع.

وأضاف 'مسعود'، أن من أهم المشكلات أيضًا كثرة انقطاع المياه لفترات طويلة دون الإعلان المسبق عن ذلك مما يؤدي لتعطل الإنتاج بالعديد من المصانع خاصة مصانع البصل والخضروات ومطاحن القمح، وعدم وجود نقطة إطفاء أو إسعاف مما يعرض حياة العاملين للخطر الشديد، وقيام بعض الأفراد من العرب بفرض إتاوات شهرية على أصحاب المصانع رغم قرب المنطقة من مبنى مديرية الأمن بشرق النيل.

أزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويفأزمة تهالك البنية التحتية بالمنطقة الصناعية ببني سويف

وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه لا يوجد خط سرفيس للمنطقة الصناعية رغم قرب المنطقة الصناعية جدًا من المدينة السكنية بشرق النيل، مما يصعب العمل على أصحاب المصانع الصغيرة والورش التي لا تستطيع توفير سيارات خاصة لنقل العاملين، منوهًا إلى أن نسبة المصانع المتوقفة عن العمل بالمنطقة أو التي حصلت على تخصيص ولا تعمل، تقارب 30 % من إجمالي عدد المصانع بالمنطقة رغم رغبة العديد من المستثمرين الجادين في الحصول على قطع أراضي بالمنطقة للاستثمار الفعلي.

وأكد على أن منطقة 'بياض العرب' الصناعية تضم العدد الأكبر من المصانع العاملة بمحافظة بني سويف وهي أنشط المناطق الصناعية من ناحية العمل وتشغيل العمالة والإنتاج، ولكن بها العديد من المشكلات، أهمها: الانقطاع المتكرر للكهرباء خاصة في فصل الشتاء رغم قرب المنطقة الصناعية من محطة كهرباء الكريمات، والانقطاع المتكرر للمياه ولأيام متواصلة رغم وجود أكبر مصانع لتصنيع البصل على مستوى الجمهورية بهذه المنطقة الصناعية وهم 'دهيدرو فودز، وهيلثي فودز، والنصر للحاصلات الزراعية'، مما يتسبب في توقف المصانع عن العمل أو قيامها بشراء المياه عن طريق سيارات فناطيس المياه بأسعار كبيرة.

ولفت إلى عدم التواجد الأمني بالمنطقة وسيطرت العرب على أصحاب المصانع والشركات وقيامهم بفرض إتاوات شهرية, وعمل بوابة خاصة بهم عند مدخل المنطقة الصناعية، وعدم وجود خط سرفيس للمنطقة الصناعية وأقرب المواصلات للمنطقة خط ' بني سويف - العلالمة' يبعد 2.5 كيلو متر عن المنطقة الصناعية، رغم أن المنطقة يعمل بها آلاف العاملين، ووجود طفح مستمر منذ سنوات لمياه الصرف الصحي عند قرية الأمل أدى لمحاصرة محطة الكهرباء التي تغذي المنطقة الصناعية مما يهدد بوقوع كارثة إن لم تتدخل الأجهزة لحل هذه المشكلة.

أزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويفأزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويف

وقال المهندس حسين محمود، أحد المستثمرين، إن المنطقة تعانى من مشكلة تسريب مياه محطة الصرف الخاصة بالمصانع، إلى الطرق الرئيسية والقرى المتاخمة للمحطة، ما أدى إلى تبوير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، إضافة إلى غرق قرى بأكملها مثل قرية الشيخ علي‏،‏ وقرية الأمل وبياض العرب والعديد من التوابع والعزب، بجانب محولات الكهرباء بالمنطقة، ولازالت تعاني المنطقة من هذه المشكلة منذ ما يقرب من 12 عامًا ولم تفلح معها بعض الحلول المؤقتة والمسكنات طوال السنوات الماضية.

وأشار 'محمود'، إلى أنه تم مخاطبة الأجهزة التنفيذية عدة مرات لإيجاد حلول لمشاكل المستثمرين والبنية التحتية المتهالكة ولكن للأسف هناك تباطؤ في اتخاذ القرارات أو وضع حلول للأزمات العالقة التي يعانى منها معظم المستثمرين أدى لتراجع فرص الاستثمار، وضخ أموال جديدة للتطوير أو التوسعات وبالتالي يحرم المحافظة من موارد إضافية وفرص كبيرة للعمل.

ولفت إلى أن هناك بعض المجهودات التى يتم اطلاعهم عليها للتغلب على مشكلة الصرف الصناعي بمنطقة بياض العرب الصناعية والتي تعد أكبر وأقدم المناطق الصناعية بالمحافظة، حيث يجرى التنسيق ببن المحافظة وهيئة التنمية الصناعية بوزارة الصناعة ووزارة التخطيط لتوفير اعتماد بقيمة 185 مليون جنيه لاستكمال أعمال المرحلة الثانية، ووافقت هيئة التنمية الصناعية على إدراج المرحلة الثانية من المشروع في خطة صندوق دعم وترفيق المناطق الصناعية بهيئة التنمية الصناعية، وتم إرسال الدراسات الفنية والمقايسات التقديرية التي أعدتها شركة المياه إلى الهيئة وجارِ المتابعة لوصول الاعتماد خلال الفترة القليلة القادمة.

أزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويفأزمة تهالك البنية التحتية.بالمنطقة الصناعية ببني سويف

وأشار إلى أن هناك بعض الوعود التي تؤكد أن المرحلة الثانية تتضمن تنفيذ الحلول النهائية للمشكلة من خلال تأهيل محطة المعالجة وتنفيذ محطة الرفع الخاصة بمحطة المعالجة والتوسع في الأعمال الزراعية ليتم استيعاب 21 ألف متر مكعب من مياه الصرف بفائض يصل إلى 11 ألف متر مكعب عن ناتج المنطقة من مياه الصرف، وذلك بعد استيعاب 6 آلاف متر مكعب، مياه صرف، من خلال الحل العاجل.

فيما أوضح أيمن صلاح، أحد الأهالي بشرق النيل وبياض العرب، أن المنطقة الصناعية تعتبر أول المناطق الصناعية فى صعيد مصر لأهميتها وقربها من القاهرة وتربط بين الطريق الصحراوي الشرقي والغربي فهي منطقة جاذبة للاستثمارات وتُولى الدولة اهتمامات كبيرة بالمناطق الصناعية وتسعى لتوفير مناخ استثمارى جيد لدفع عجلة الإنتاج وتشغيل آلاف الشباب الذين يعانون من البطالة إلا أن نقص خدمات الغاز الطبيعي للمنطقة ومشكلة الصرف الصحي بالمنطقة الصناعية ببياض العرب الأزلية منذ إنشاءها حيث أن الصرف الصحي ازداد وأصبح 'برك' كبيرة ومستنقعات في قرية الأمل مما يؤذير ذلك سكان القرية، وتم كتابة مذكره للمسؤولين بشركة الصرف الصحي فأفادوهم بأن محطة رفع الصرف الصحي معطلة.

وأضاف 'صلاح'، أن المعوقات التي تواجه المستثمرين بسبب نقص الخدمات الأساسية وعدم وجود حلول جذرية لمشكلة تسرب المياه من المصانع نتيجة الخلل الكبير في البنية التحتية جعل الأزمة تتفاقم كل يوم.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
التعليم تنفي ترحيل امتحانات شهر نوفمبر إلى ديسمبر