تناولت الدكتورة أمنية محسن، مدرس الأنثروبولوجيا جامعة بني سويف، بحثا علميا بعنوان 'حورية بني سويف بين التاريخ الرسمي والتراث الثقافي'؛ في إطار احتفال العالم العربي والإسلامي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
مقام السيدة حورية ببني سويف
فتقول الدكتورة أمنية محسن، فى مقدمة بحثها 'من المعروف أن محافظة بني سويف يوجد بها مسجد السيدة حورية والذي يعتبر من المعالم الأثرية بالمحافظة لما له ولصاحبته من مكانة في قلوب المجتمع السويفي، ومن هنا يهدف البحث للوصول إلى أهم المعلومات التى توضح وتنقب وتصحح ما طمث وأندثر من تاريخ وتراجع ذلك بالمراجع والوثائق، وذلك لكي يتم رصد الحقائق الممكن وغير الممكن منها ولعل من خلال هذا البحث يتم التعرف على بعض مقامات ترجع إلى آل البيت غير معلومة للمجتمع السويفي'.
وأوضحت فى بحثها أن 'المجموعة المعمارية للسيدة حورية ببني سويف تتكون من مسجد وقبة ضريحية وخزانة كتب، قام بإنشائها إسلام باشا طاهر الذي بدأ البناء وأتمهما بعده نجله محمد بك إسلام سنة 1320هـ، برؤية منامية وأكمله ابنه عثمان سنة 1323هـ كما هو مدون على الكتابات داخل وخارج المسجد وعلى القبة الضريحية لمقام السيدة حورية، وقد ثبت ذلك في أحد الوقفيات التى أوقفها على بك إسلام بن عثمان إسلام لإنشاء مكتبة إنشأها بمناسبة زيارة الملك فؤاد الأول لمسجد السيدة حورية ومدرسة إسلام الملحقة به سنة 1921م والذي أسسهما المرحوم محمد بك إسلام، واتمهما على النحو الذي هما عليه الآن المرحوم عثمان بك إسلام'.
بداخل مسجد السيدة حورية ببني سويف
وأشارت إلى مكانة المسجد وصاحبة الضريح، وأن المسجد قد حل على خريطة تنظيم بندر بني سويف سنة 1890م بحرف (ن –N) باسم جامع ومقام السيدة حورية، وعلى خريطة 1937م باسم مسجد ومقام السيدة حورية، للمسجد العديد والعديد من الأوقاف الموقفه له ومن ضمنها ما يزيد عن تسع أوقاف للمسجد والمدرسة الملحقه به.
ونوهت أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة بني سويف، فى بحثها أن محمد بك إسلام، أوقف في يوليو 1894م، ما يزيد عن 246 فدانًا على نفسه مدة حياته وبعد انقراض نسله توزع على المساجد كالتالي (20 فدان لمسجد السيدة حورية – 20 فدان لمسجد القاضي – 20 فدان لمسجد الأستاذ العجمي- 10 فدان لمسجد محمد ملوخية – 10 فدان لمسجد الشلبي – 50 ففدان لطلبة الازهر الشريف، ثم جاء الوقف الثاني لعثمان إسلام سنة 1908م الذي أوقف فيه عدد 50 فدانًا يصرف منها 30 فدان على المسجد وعشرون فدانًا لمكتب تحفيظ القرآن والإملاء والحساب والعلوم الشرعية وشرط في الوقف تعيين عدد ثلاثة مشايخ بالمسجد احداهما الإمام والأخر مدرس العلوم الشرعية والآخر قارئ القرآن'.
وأضافت أن الوقف الثالث لعثمان إسلام سنة 1908م أوقف فيه ثلاثة منازل واثني عشر دكانا على نفسه ومن بعد ذريته تخصص لشعائر ومهمات مسجد السيدة حورية والمدرسة المجاورة له التى أنشأها الواقف، ويأتي الوقف الرابع سنة 1913م لعلي بك عثمان بن محمد بك إسلام ستمائة متر شائعة في 14 قيراط و12 سهم لبناء مستوصف للأطفال وأن تعذر يبني عليه معهدًا علميًا، ولم يقتصر أوامر الأوقاف على أسرة إسلام باشا فقط فهناك وقف أحمد الشبكشي وزوجته أم حسن بسيوني، ووقف أم آدام السودانية بنت عبدالله وهما عبارة عن منازل ومحال تجارية.
وألمحت إلى أنه أثناء البحث وجدت أن مدرسة الواقف للعلوم الشرعية أصبحت مدرسة تخضع لوزارة التربية والتعليم فقامت بتسليم أوراق الوقفية لمجلس إدارة مؤسسة السيدة حورية لإتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة في مثل هذه المواقف وبالفعل تم عرض الملف على وزير الأقاف وننتظر القرار .
وأشارت إلى أنه بالنسبة للتراث الثقافي فهناك العديد من الروايات الشفاهية عن صاحبة الضريح يحاول البحث توضيحة من خلال السرد والتوضيح ومنها مكانتها والتعرف عليها من خلال الوثائق وأمهات الكتب وسوف يتم نشر كل ما جديد تباعًا.