"كورونا قطعت أرزاقنا" هذه الكلمات التي قالها بائع مشروب "العرق سوس" المتجول في شوارع قنا، بعد إلغاء احتفالات المولد النبوي الشريف، حيث كانت التجمعات والموالد هي مصدر رزقه الأول ويكثر فيها عمله، ولكن كورونا أوقفت كل شئ يؤدي إلى تزاحم، فضاعت فرحته بالمولد الذي ينتظره سنويًا للبحث فيه على دخل يساعده في مصروف أسرته المكونة من 5 أفراد، غير الأيام العادية.
معاناة بائع العرق سوس بسبب كورونا
هو عم محمد عاطف محمود، 51 عامًا، ابن محافظة سوهاج ومقيم في مدينة قنا منذ 40 عامًا، لديه 3 أبناء أصغرهم في المرحلة الإعدادية، واثنين في الثانوية، يعمل بائع 'عرق سوس' منذ 30 عامًا، كان يتجول خلال هذه السنوات في الشوارع المزدحمة والتي اعتادوا زبائنه على رؤيته فيها ، حاملًا على أكتافه 'جدرة' لتحمل سائل العرقسوس من 10 إلى 12 لترًا، وإبريق لشطف الأكوب الزجاج المخصصة لصب 'العصير' بها، مع مناداته للزبائن بكلماته المشهور بها في قنا 'عرق سوس يا عطشان'.
عم محمد بائع العرق سوس في شوارع قنا
إلغاء احتفالات المولد النبوي الشريف بسبب كورونا
'كنا بنلاقي فيه لقمة عيش حلوة' هكذا عبر عم محمد عن حزنه بسبب إلغاء احتفالات المولد النبوي الشريف، الذي كان ينتظر أيامه سنويًا للتحسين من دخله فيها، من داخل مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي الذي كان يخرج له من الساعة السابعة صباحًا حتى انتهاء الاحتفال بعد منتصف الليل طيلة أيام المولد النبوي، ولكن بسبب كورونا أُلغيت فرحته هذا العام بالاحتفالات.
لم يستسلم عم محمد لقرار إلغاء الاحتفالات وخرج أمس يوم المولد النبوي الشريف، يجوب محيط مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، لممارسة عمله المعتاد عليه يوميًا ولكن دائما كان يراقب حركة المواطنين أملًا منه على حدوث أي مظاهر احتفال حتى لو بسيطة ليستغلها في بيع مشروبه 'العرق سوس'، ظل هكذا حتى منتصف الليل فلم يجد فائدة وعاد إلى منزله بدخل بسيط يساعدهم في مصروفاتهم.
محررة أهل مصر مع بائع العرق سوس
لم يفكر عم محمد في تغيير مهنته خلال أزمة فيروس كورونا لعدم احترافه مهنة أخرى سواها تلك التي ورثها عن والده وأجداده، ويربي أبنائه منها، ليس له دخل آخر سواها، لذلك أثرت عليه كثيرا جائحة كورونا وعلى أسرته خلال فترة الحظر فهذه المهنة تحتاج الشوارع والمحلات والمنفتحة وحركة المواطنين مستمرة فعندما يشعر أي مواطن بالعطش يلجأ للعرق سوس فذلك المشروب المفضل عند الكثيرين.
سيدي عبدالرحيم القنائي يوم المولد النبوي الشريف
أمنيته النظر للعاملين البسطاء
قال عم محمد أنه عاش فترة جائحة كورونا على الدين من رفاقه لتلبية احتياجات أسرته، وعندما بدأت الحياة تعود لطبيعتها في قنا، لم يؤجل عمله لحظة وظل يخرج يوميًا قبل طلوع الشمس حتى منتصف الليل وهو يجوب مختلف الشوارع المشهورة والمزدحمة في قنا مشيًا على قدميه، لبيع مشروبه والحصول منه على مال يسدد ما عليه من ديون إضافة إلى توفير مستلزمات أسرته وأبنائه في العملية التعليمية، متمنيًا من المسئولين عند حدوث أزمة مثل كورونا إعطاء فرص بديله للعاملين البسطاء تكفي مستلزمات أسرتهم.