تزخر محافظة بني سويف، بالعديد من الرموز الدينية والتاريخية التي تمتد لمئات السنين، مما يجعلها إحدى المحافظات المصرية المليئة بالمساجد الأثرية، خاصة التي ترجع جذورها إلى الحضارة الأندلسية الإسلامية.
بداخل المسجد
ففي مركز ومدينة الفشن جنوب بني سويف، يقع مسجد الشيخ شمردل أبوعلي، الشهير بالسلطان على شمردل بن محمد المغازي، الذي ينتهي نسبه إلى الأمام الحسين بن علي، والذي يعتبر من المعالم الأثرية التي امتزجت بالحضارة الأندلسية الإسلامية بالعادات والتقاليد المصرية.
فهو الشيخ شمردل أبوعلي وهو سيدي العارف بالله السلطان علي شمردل بن محمد المغازي الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهم، وقد لقب بالسلطان لما بلغه من سمو ورفعه لدي معاصريه ونعته شمردل بمعني القوي السريع والفتي الحسن.
يؤكد الباحثون في شؤون الحضارة الإسلامية، أن الشيخ 'شمردل' ولد في قرطبه بالأندلس عام 512 هجري 1119 ميلادي، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكره وفي عام 524 هجري 1129 ميلادي، وانتقلت أسرته إلى المغرب، واستقرت فيها الي أن ٲتم الأبناء 'علي ومحمد' دراستهما للعلوم الشرعيه والعربية، ودرسا أصول الفقه والفقه المالكي والحديث، وأجادا الفروسيه ثم تحركت الاسره عام 539 هجرية إلى الحجاز قاصده الحج.
ويشيروا إلى أن الأسرة سافرت إلى مصر عن طريق البحر الأحمر، وقد سلكت الأسرة طريق القصير، ثم استقلت النيل ثم نزلت بالشاطئ المواجه لمكان قريه الفنت الشرقيه جنوب الفشن، واتجهت إلى الفشن نهاية شهر شعبان عام 544 هجريه، واستقرت الأسرة بالفشن للعمل بالتجاره ونشر العلم الي ان انتقل أبوعلي إلى رحمه الله تعالى عام 630 ه 1233 م عن عمر 108، أعوام قضي منها 85 عاما في الفشن.
وأضافوا أن وفاة الشيخ شمردل، كانت فى ليلة القدر وقد سبقه والداه وزوجته رقية وأبنائه عبدالله وفاطمه الزهراء إلى رحمه الله، ثم لحق بهم وتم دفنه بالقرب من مرقدهم في قلب مدينه الفشن وأوصى بالدفن إلى جواره بعض العلماء والأمراء.
ثم تحولت الزاوية التي دفن فيها إلى مسجد كبير يقع في ميدان مدينة الفشن، وقام بتشيده وتوسعته رجل البر والتقوي احمد باشا طاهر عام 1832 ميلادي.