بقايا الذبائح والأحشاء التي تخرج مباشرة من سلخانة حاجر الجبل بمدينة الوقف، شمالي محافظة قنا، أصبحت تشكل كارثة بيئية حقيقية تهدد حياة الآلاف من المواطنين وطلاب المدارس بالمنطقة، جراء وقوعها وسط مجمع مدارس وكتلة سكنية كبيرة، خاصة بعد بعد التوسعات الجديدة التي قامت بها القوات المسلحة بالمنطقة، وإنشاء 2064 وحدة سكنية بتكلفة إجمالية نحو 258 مليون جنيه، رغم تكرار شكواهم من مخلفات المجزر من روث الحيوانات والروائح الكريهة والحشرات الضارة فضلا عن انتشار الكلاب الضالة.
قال أحمد علي، مدرس بإحدى المدارس المجاورة للسلخانة، أنه قانونيًا موقعها غير مناسب، لوجودها وسط مجمع مدارس، ونظرًا لأن المنطقة صحراوية تنتشر الروائح الكريهة بسرعة فائقة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، والطلاب والمعلمين بالمدارس لا يتحملون هذه الروائح لإقامتهم أكثر من 5 ساعات في عملهم، لذلك يطالبو بنقلها في مكان آخر يبعد عن المنطقة السكنية.
سلخانة الوقف بقنا
وأضاف سيدة حسن، ربة منزل ومقيمة بالكتلة السكنية المحيطة بالسلخانة، أنهم يعيشون في معاناة بسببها، حتى وإن كانت نظيفة فالكلاب الضالة والحشرات تتجمع على الرائحة التي لا تنقطع نهائيًا، إضافة إلى ذلك أنه لا يوجد اهتمام دائم بنظافتها سوى في موسم المدارس فقط، وذلك يشكل لها وجيرانها عائق في الاستمرار بالإقامة في هذه المنطقة وفي ذات الوقت ليس لديهم بديل.
إلى جانب ذلك قال الدكتور علاء الفقي، مدير الإدارة التعليمية، بمركز الوقف، أنه سوف يتم مخاطبة محمود ثابت خلف الله رئيس الوحدة المحلية لإيجاد حل لهذه المشكلة بالتنسيق مع إدارة الطب البيطري، تخفيفًا عن معاناة الطلاب.
سلخانة الوقف بقنا
شروط إقامة المجازر
ووفقا لقرار وزير الإسكان رقم 87 لسنة 1978 الذي يقول في المادة 1 بشأن الاشتراطات الواجب توافرها في المجازر، بأنه يجب أن تتوافر في المجازر الاشتراطات العامة الواجب توافرها في المحال الصناعية والتجارية وغيرها من المحال المقلقة للراحة والمضرة بالصحة والخطرة الواردة بالقرار رقم 380 لسنة 1975، فإن الوضع الحالي للسلخانة يُعد مخالفًا للقوانين والقرارات.
ومن ضمن الاشتراطات الواجب توافرها عند بناء 'سلخانة' يجب أن يكون موقع المجزر في الجهة القبلية أو القبلية الشرقية بالنسبة لكافة المساكن، وألا تقل المسافة بين الحوائط الخارجية للمجزر وبين المساكن عن 200 متر أو طبقًا للأوضاع المقررة في التخطيط.
سلخانة الوقف بقنا