يواجه السخرية بالاجتهاد في العمل، يرفض وصفه بالقزم، فهو يرى نفسه شخصا سويا تماما، يعمل منذ طفولته بمهنة قص الأغنام، لا يزعجه سوى نظرات التهكم والتنمر من الكبار قبل الأطفال، كونه من فئات قصار القامة حيث لا يتعدى طولها ال90 سم.
لاقى شهرة واسعة بسبب تميزه في مهنته، ولكن ما زالت مشكلة عدم ثقة الناس به، تعكر صفو حياته، ويرى أن أحيانًا كثيرة يظن الناس أن الأقزام فاشلون، لذا يخافون التعامل معهم فأثبت للجميع عكس ذلك باستخدامه المقص ليس أكثر.
هو العم بخيت سليمان محمد، 55 عامًا، مقيم بمنطقة حاجر الجبل، مركز الوقف، شمال محافظة قنا، بدأت رحلته منذ 40 عاما في مهنة قص الأغنام، كونه من فئات قصار القامة، لا يتمكن من العمل في مهن أخرى لعدم استطاعته على ذلك، الراعي الوحيد لأسرته المكونة من 8 أفراد، يتفقد منازل قريته والقرى المجاورة ليلًا نهارًا سيرا على قدميه ممسكًا مقصه للبحث عن مصدر زرق لأبنائه.
محررة أهل مصر مع أقصر قصاص أغنام في قنا
أهل مصر مع أقصر قصاص أغنام في قنا
قال العم بخيت خلال لقائه مع 'أهل مصر'، إنه يستيقظ يوميًا في الصباح الباكر ليخرج من منزله ممسكًا 'المقص' صديقه كما أطل عليه، متجهًا للمنازل التي يعي أنها بحاجة إلى قص أغناهم، وذلك لخبرته خلال السنوات الماضية بجيرانه داخل القرية والقرى المجاورة ومعرفته بمواعيد قص الأغنام المملوكة لهم، ويبدأ يومه هكذا حتى الساعة الخامسة قبل آذان المغرب معلقًا: 'برجع بيتي مش قادر أفتح إيدي من الوجع نتيجة إمساك المقص فترة طويلة'.
أقصر قصاص أغنام يحكي معاناته مع التنمر
وأضاف قصاص الأغنام، أنه عاش مراحل من المعاناة مع مهنته في بداياته بسبب كونه ضمن قصار القامة، فكان كل قرية غريبة يذهب إليها لا يقابل سوى التنمر عليه من قبل الأطفال والكبار، فأحيانًا كثيرة تتساقط دموعه من شدة الألم النفسي الذي يصيبه نتيجة التنمر عليه. ولكن رغم ذلك لن يستسلم ولم يفكر في التوقف عن العمل يومًا، وتحمل بسبب مسئوليته تجاه أطفاله، موضحًا أن الآن الأمر أصبح عادي لا يعاني من التنمر سوى قليلًا من بعض الأطفال، نتيجة لمعرفة الناس به وصحوبيته لهم طيلة السنوات الماضية.
ويحكي العم بخيت عن عشقه لمهنته قص الأغنام كونها وراثة عن والده، ولا يجيد غيرها في الحياة، على رغم أنه حاول كثيرا العمل في مهن أخرى للحصول على مصدر رزق آخر بجوار قص الأغنام حيث دخلها لا يكفي جزء من مصر، وفات أسرته فكل رأس يقصها يحصل على أجرة 20 جنيهًا فقط خلال هذه الفترة وذلك يختلف عن السنوات الماضية حيث كان أقل من ذلك، مستكملًا: 'أن كل مهنة يلتحق بها لا يستطيع التكملة فيها ويتركها فجسده لا يساعده على ذلك'.
العم بخيت أقصر قصاص أغنام في قنا
لذلك يطالب الرجل العجوز من المسئولين في قنا، النظر إليه وإلى حالته الصحية، ومساعدته في مصروفات أسرته بإيجاد عمل مناسب لأحد أبنائه ليساعده في المعيشة، فمنذ أزمة فيروس كورونا ولا يجدون عملا، وأسرته 8 أفراد بينهم أطفال ويحتاجون لميزانية في المصروفات، لذلك يطلب المساعدة بعد كفاحه عشرات السنوات في الشوارع، بإيجاد فرصة لنجله.