ما يشغل الشارع القنائي خلال هذه الأيام سوى صراخ أم على صفحات السوشيال الميديا حسرة على طفلتها التي فقدت نور عنيها نتيجة إهمال أطباء قنا العام كما ذكرت، حيث اكتشفت فقدان بصر طفلتها بالصدفة من تشغيلها وإطفائها للمبة، ولم يتم إبلاغها بما تعرضت له الرضيعة أثناء دخولها الحضانة، لتبحث عن طوق نجاة يكون سبب في إنقاذ حياة ابنتها، بل تركوها حتى أجمع الأطباء بمختلف المحافظات أن الموضوع منتهي والطفلة لن تتمكن من الرؤية مدى الحياة، هذه الكلمات تلخص حياة الطفلة 'تسبيح' طيلة عمرها.
تقول أنغام جابر أمين، مقيمة بمنطقة المنشية، مركز نقادة،جنوب محافظة قنا، ووالدة الطفلة "تسبيح" أن مأساتها بدأت يوم 20 يوليو من عام 2018 عندما تم حجزها بإحدى المستشفيات الخاصة بالمحافظة "للوضع"، وبعد ولادتها للتوأم "عمر وتسبيح" تم وضعهما في حضانة المستشفى لم يكمل أيام وتوفي الطفل، وظلت الطفلة تسبيح أسبوعين بحضانة ذات المستشفى، ونظرًا لتكلفة الحضانة الباهظة والتي لم تكن في استطاعتها قررت الأم نقلها لمستشفى قنا العام وهنا بدأت المشكلة.
الطفلة تسبيح المصابة بالعمى
والدة الطفلة تسبيح
وأضافت، أن رضيعتها ظلت 40 يومًا داخل حضانة مستشفى قنا العام، ثم تقرر خروجها دون إنذارها من الأطباء بعرض الطفلة على طبيب عيون لفحص الشبكية، وبعد أن أكملت الرضيعة 3 أشهر تفاجأت الأم أنها كفيفة بعد تجربة إطفاء وتشغيل اللمبة أمامها ومن تلك اللحظة خيم الحزن على أسرتها معلقة 'بنتي ميتة بالحيا طفلة سنتين بتمشي تخبط في الكراسي بسبب الإهمال!! يرضي مين دا؟ '
تقرير خروج الطفلة من حضانة مستشفى قنا العام
الطفلة تسبيح
لم تفكر الأم في معاقبة الأطباء في ذات الوقت بل بدأت رحلة البحث عن طبيب يعطيها أمل ولو 1% بأن رضيعتها سوف ترى الدنيا، ولكن كانت المأساة بعد شهور طويلة من اللجوء لأطباء بمحافظات مختلفة توصلو إلى نهاية واحدة 'الطفلة تسبيح ليس لها علاج ولا عملية وسوف تظل كفيفة مدى الحياة بسبب زيادة الأكسجين داخل الحضانة'، كانت هذه الكلمات بمثابة السكينة الي غرست غدرا في قلب والدتها، عادت منكسرة برضيعتها فقط تفكر استعادة حقها من المهملين.
قررت أسرة تسبيح اللجوء إلى استعادة حق رضيعتهم بالقانون، حيث قدمت شكواها للنيابة منذ عام 2018، بسبب إصابة رضيعتها بالعمى نتيجة إهمال أطباء مستشفى قنا العام، فلم يتم إخطارهم بعرض الطفلة على طبيب أطفال حتى أصيبت بانفصال تام لشبكية عينها، وتولت النيابة التحقيقات في الواقعة حتى ظهر تقرير الطب الشرعي منذ أيام والذي أثبت إصابة الطفلة بإنفصال شبكية عينها، بناء على ذلك تم استدعاء 5 أطباء وتحقق معهم وقررت النيابة إخلاء سبيلهم بضمان مالي 5 آلاف جنيه، وجاري استدعاء بقية الأطباء للتحقيق معهم.
لم يكن أمام الأم في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها سوى الاستغاثة من الرئيس السيسي لاستعادة حق رضيعتها التي فقدت نورعنيها مدى الحياة بسبب إهمال الأطباء فهي تستغيث بصوت عالي 'حق تسبيح فين ياريس' .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
