يظل معبد الكرنك بمحافظة الأقصر المُشيد على مساحة 247 فدانا مليئا بالأسرار والحكايات أبطالها أجدادنا القدماء في العصور الفرعونية، وسيرا على خطاهم أحفادهم في العصر الراهن برع المصريين في تشيد العديد من البناءات لتكون شاهده على مدى عبقريتهم خلال الاعوام الماضية.
'المدق الجيري'.. منذ 86 عاما مضى بناه العمال المصريين من أبناء الأقصر أقصى جنوب الصعيد ليكون وسيلة بدائية الصنع لصحن الأحجار الجيرية التي استخدموها في بناء وترميم أجزاء من معبد الكرنك.
ويقول الطيب غريب مدير معبد الكرنك في الأقصر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إنه تم إنشاء هذا المدق منذ نحو عام 1934 م وكان الغرض منه دق وصحن الأحجار الغشيمة الصغيرة من 'الجير'، وكذلك 'الجير' لاستخدام المطحون منهما في أعمال الترميمات التي كانت تتم في أرجاء المعبد المختلفة.
وأضاف الدكتور الطيب غريب، أنه كان يقوم بعمل الدوران به أحد الحيوانات مثل 'الحمار'، وأحيانا بعض العمال، إلا أن ذلك لم يدوم طويلا بسبب التقدم التكنولوجي الذي يلعب دورا هاما في حياة البشرية.
ويؤكد مدير معابد الكرنك بالأقصر، أنه تم التوقف عن استخدام المدق الجيري في عام 1986، بعد اللجوء لاستخدام التقنيات والمعدات الحديثة، والذي يقع شمال معبد الإله أمون رع، أو في الجهة البحرية لمعبد الكرنك.
وتابع الدكتور الطيب غريب مدير معبد الكرنك، أنه ما زال في مكانه شاهدا على مدى العناء الذي تكبده العمال الأوائل سواء مصريين أو المركز المصري الفرنسي، في معبد الكرنك في سبيل إجراء أعمال الترميم والصيانة لآثار معبد الكرنك في تلك الحقبة الزمنية.