أثار نبأ وفاة المجند 'محمود أسامة خاطر' ابن محافظة بورسعيد استعطاف الكثيرين بالشارع البورسعيدي وأصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، بمعلوماتٍ تبيّن أنها مغلوطة، حيث تبين أنه توفى أثناء كان في طريقه لآداء خدمته العسكرية وليس استُشهد أثناء كان في خدمته مثلما أُثير.
'أهل مصر' بدورها تواصلت مع والد المجند 'أسامة خاطر' للتعرف على قصة نجله وحقيقة وفاته، حيث أوضح أن نجله سافر يوم أمس الجمعة الساعة السابعة مساءً، إلى منطقة آداء الخدمة العسكرية 'قاعدة محمد نجيب' ولكن لم يجد وسيلة مواصلات للذهاب إلى محافظة الإسكندرية مباشرة فتطرّق إلى ذهنه الذهاب إلى القاهرة ومنها يستقل وسيلة مواصلات أخرى إلى الإسكندرية، مضيفًا أنه فؤجئ باتصال هاتفي من أحد زملائه في الساعة الثامنة صباح اليوم، يخبره بوفاة نجله في أحد المستشفيات بالقاهرة وعندما ساله عن السبب أخبره بأنه عندما كان يسير في منطقة مدينة نصر أُصيب بتعبٍ وإرهاق شديد وقع على إثره على الأرض واعتقد الماره بأنه أُصيب بحالة إغماء وتم نقله إلى المستشفى ووافته المنية فجرًا.
المجند محمود أسامة خاطر
وأضاف والد المجند المتوفي، أنه بعد انتهاء تحقيقات النيابة تم الإفراج عن جثته والتصريح بدفنها، مشيرًا إلى أن نجله كان يُودّع كل شئٍ حوله خلال تلك الإجازة وكأن قلبه حدثه بوفاته فكانت أحواله 'غريبة' وعلى غير المعتاد.
'كان حاسس إنه هيموت' بهذه الكلمات روت إيمان سعد، معلمة اللغة الإنجليزية بمدرسة سانت ماري ببورسعيد، وكانت مُعلمة المجند المتوفي عندما كان تلميذًا في المدرسة، متابعة: 'بجد مش مستوعبة خبر وفاة تلميذي محمود خاطر، الخبر وقع عليّ كالصاعقة، محمود لسه كان بيزورني الأسبوع الماضي بعد 15 سنة، وكان نفسه يشوفني ويتصور معايا'.
رسالة المجند محمود خاطر لمُعلّمته
وأضافت 'إيمان'، لـ'أهل مصر'، أن المجند محمود كان أحد تلاميذها ولم تراه منذ 15 عامًا وقد فوجئت به قبل أسبوع يتواصل معها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' من خلال تطبيق 'ماسنجر' ليُذكّرها به ويخبرها بأنه كان طالبًا لديها ويريد أن يراها ويلتقط صورًا تذكارية معها، مضيفة: 'أرسل لي رسالة قال فيها يا ميس إيمان والله لو قلت لك إنى بحلم بحضرتك ها تفتكري إنى ببالغ.. أنا فرحان إنك فاكراني وعلى فكرة أنا في الجيش دلوقتى ملحق فى الصاعقة بقاعدة محمد نجيب وأتشرف قدام أى حد إنى كنت من تلاميذك'.
وتابعت أن 'هذه الرسالة كانت الثانية والأخيرة منه حيث أرسل في شهر رمضان الماضي رسالة يُذكّرها بنفسه، حيث كانت تُدرّس له مادة اللغة الإنجليزية خلال المرحلة الابتدائية حتى الصف السادس الابتدائي، وكانت مرتبطة بفصله بصورة كبيرة فهم أبنائها، وأخبرها بأنه يُريد أن يأتي لزيارتها ويُريد أن يلتقط معها صور تذكارية فأخبرته بأنها ستكون في انتظاره، وبالفعل حضر إليها يوم الخميس الماضي في مركزٍ تعليمي وجلسا سويًا وكان يُذكّرها بالمعلمين والطلبة زملائه وكان ينظر لكل شئٍ حوله حتى الجدران'.
رسالة المجند محمود خاطر لمُعلمته
واستطردت: 'نظرت له وأنا أرى أحد تلاميذي شابًا كبيرًا، وتبادلنا الحديث والتقطنا الصور التذكارية ولم أدري أنها أصبحت صور تذكارية بالفعل، فقد جلس معي قرابة 3 ساعات بعد غياب أكثر من 15 عامًا ليودّعني، وبالفعل أثناء مغادرته قال لي ها توحشيني، وكان يبدو عليه أنه لا يُريد مغادرة المكان.. وكأنه بيشبع من الدنيا وبيودّع الناس العزيزة عليه'.
وأردفت: كان قلبى يحدّثنى بل يرتجف من شىء لا أدري ما هو، فلم أعلم أنه المجهول الذى أرسل لي محمود ليُودّعنى ولم أدرك أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التى سأراه فيها، ودّعنى تلميذي الحبيب ومات وكانت أخر كلماته لي 'ها توحشيني' وضحكت وتعجّبت للكلمة وبعدها دخل على 'الماسنجر' الخاص بي وقال لي نفس الكلمة 'ها توحشيني'، مشيرة إلى أن مُعلمة أخرى صديقة لها اتصلت بها وأخبرتها أيضًا أنه أرسل لها رسالة على صفحتها الشخصية بموقع 'فيس بوك' وكتب لها نفس الكلمة 'ها توحشيني'، مُردفة: 'رحل محمود الطالب الصغير الذى رأيته مرة واحدة وهو شاب كبير ليودّعنى وكأن ذكريات الطفولة نادته فأراد أن يسترجعها قبل رحيله بساعات.. رحم الله محمود وأدخله فسيح جناته'.
المجند محمود خاطر مع مُعمته
رسالة المجند محمود خاطر لمُعلّمته
رسالة المجند محمود خاطر لمُعلّمته