'عاش بطلًا ومات بطلًا' هكذا لُقّب شهيد الحجيرات في قنا، بعد مقتله على يد الإرهاب وهو يدافع عن وطنه، حيث عاش سنوات عمره في الكفاح والعمل كطالع للنخيل لمساعدة والده في المعيشة، التحق بالدراسة والعمل معًا، لكن تخلى عن مستقبله في التعليم، بعد وفاة والديه في حادث مروع، ليتفرغ للعمل وتوفير لقمة العيش لمساعدة شقيقه الأكبر وإخوته الصغار.
الحجيرات تتشح بالسواد
حزن وسواد وبكاء خيم على أهالي قرية الحجيرات، بعد استشهاد نجلهم المجند 'بركات ناصر عبدالوارث'، 24 عامًا، مقيم في نجع عتمان، قبل انتهاء مدته بشهرين، على يد الإرهابين دفاعًا عن وطنه، أثناء خدمته بالجيش المصري في بئر العبد، بسيناء، مساء أمس.
الوداع الأخير
قال عمه القذافي عبدالوارث، لـ'أهل مصر'، إن عائلته في صدمة وفاجعة منذ سماعهم خبر استشهاده، حيث كان محبوبًا من الجميع، ويخدم الصغير والكبير، ويتصف بطيبة القلب والعمل الخيري، وكأنه يشعر بالفراق حيث سافر في إجازته الأخيرة لتوديع شقيقته الكبرى في المنوفية وذلك ليس معتاد عليه، لضغط الشغل خلال إجازته من الخدمة العسكرية.
قصة طلوع النخيل مع شهيد الحجيرات
وأضاف عمه، أن الشهيد عمل 'طالع للنخيل' وهو في عمر الـ 7 أعوام، كونها مهنة العائلة، ولحبه في مساعدة والده في تربية أشقائه الخمسة، لم يفكر في اللهو مثل بقية الأطفال، مضيفًا أنه 'بعد التحاقه بالتعليم كان محبًا له ولديه الرغبة في الحصول على الشهادة الجامعية، إلا أن المصيبة التي حلت بنا أوقفت أحلامه، حيث شهد جثث والديه أمام عينيه بعد وقوع حادث لهم منذ 10 أعوام توفيت الأم في ذات اللحظة ولحق بها الأب بعد عام وهو مصاب'.
تخلى عن حلمه بسبب أشقائه
'كان الشهيد في المرحلة الإعدادية في ذلك الوقت، ولشدة المسؤولية عليه قرر التخلي عن دراسته وحلمه لمساعدة شقيقه الأكبر في توفير لقمة العيش لإخوته الصغار، وعدم إدخال شعور الحرمان بداخلهم' يقول عم الشهيد، مضيفًا أنه ظل يعمل في تقطيع النخيل وجني البلح منذ طلوع الفجر حتى المساء، ظل هكذا حتى التحق بالخدمة العسكرية وكانت 3 أعوام كونه لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية فقط.
فبراير المقبل نهاية خدمته العسكرية
وذكر عم الشهيد، أن نجل شقيقه كان قد قضى مدته وسوف ينهي خدمته في 25 فبراير المقبل، وفي إجازته الأخيرة منذ أسبوع مضى ظل يتساير ويجالس إخوته بشدة حتى أنه ترك العمل وسافر للمنوفية لاشتياقه لشقيقته الكبرى، وكأنه يودعها، وقبل استشهاده بيوم تحدث معه على الهاتف المحمول ليطمئن عليه وعلى أشقائه الذي كان يرعاهم في سفره.
وكان اللواء أشرف غريب الداودي، محافظ قنا، قد صاحب جثمان الشهيد المجند بركات ناصر عبد الوارث، ابن قرية الحجيرات بمركز قنا، على متن طائرة التشييع من مطار القاهرة إلى أرض الصعيد، استعدادًا لإقامة جنازة عسكرية له تكريما لبطولته، وعائلته في انتظار وصول جثمانه لتشييعها لمثواها الأخير.