قلب احترق من الحسرة، وعيون دامعة من الحزن، وأبدان ارتعشت خوفًا من هول المنظر، مشاهد قلما تصف حال المواطنين بعد رؤيتهم لفيديو تم تداوله على 'السوشيال ميديا' تم تصويره داخل مستشفى الحسينية المركزي ويُظهر وفاة عدد من مرضى كورونا إثر توقف ضخ الأكسجين بسبب نفاذ الأكسجين بالمستشفى.
وانهالت التعليقات من المواطنين، البعض منهم تعالت صراخاتهم من الحزن على وهلة الموقف ومشهده، وآخرون يدعون بالرحمة لضحايا الفيروس اللعين، وغيرهم يدعون بالصحة لأبطال مصر من الجيش الأبيض.
وطالب متداولوا الفيديو بالتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات في حال وجود أي تقصير تسبب في وفاة المرضى، وما إن علم الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بالواقعة حتى تحقق منها، وقال إنه لا صحة لوفاة المرضى بسبب نقص أو نفاذ الأكسجين من المستشفى، مشيرًا إلى أن عدد المتوفين هم 4 حالات وكانوا على أجهزة تنفس صناعي وليس 7 حالات كما تم التداول، وأن الوفاة طبيعية نتيجة لتدهور حالتهم بسبب الإصابة بالفيروس.
وأشار إلى أنه يوجد 17 طفلًا في الحضانات ومرضى محجوزين في العناية العامة و36 حالة مصاب كورونا في قسم العزل ولم يحدث أي وفيات بين هذه الحالات علمًا بأن الأكسجين المغذي لمرضى كورونا في العناية المركزة لمرضى كورونا هو نفسه المغذي للحضانات والعناية العامة، لافتًا إلى أنه وقت حدوث الوفيات كانت سيارة الأكسجين تغذي التنك ما يعنى أنه لا يوجد نقص أو نفاذ للأكجسين بالإضافة إلى أنه توجد شبكة احتياطية للاستعانة بها في حال حدوث أي مشكلة في خزان الأكسجين.
في سياق متصل، حسم الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، تلك الواقعة قائلاً إنه تبين أن وفاة المرضى الأربعة بالمستشفي وفاة طبيعة بسبب مضاعفات الإصابة بمرض فيروس كورونا، مؤكدًا أنه لم يكن هناك نقص في الأكسجين.
وأشار 'غراب'، إلى أن المحافظة بها كمية كافية من المخزون الاستراتيجي من الأكسجين، مضيفًا أنه يتم كتابة تقرير مرتين يوميًا عن الأكسجين ويتم عرضها على وزيرة الصحة، لافتًا إلى أن 'أقل كمية أكسجين تكفي المحافظة لمدة 4 أيام، ولدينا 1480 أسطوانة أكسجين احتياطي بحوالي 81 الف لتر'.
كما تقدمت نقابة محامين الشرقية ببلاغ إلى النائب العام ضد كل من وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية ووكيل أول وزارة الصحة بالشرقية ومدير مستشفى الحسينية.
وتضمن البلاغ: 'حدث ليلة أمس فاجعة كبرى بمستشفي الحسينية المركزي حيث تم فصل أنابيب الأكسجين الموصلة للمرضى بالقنايات المركزة بالمستشفي مما أدى إلى حدوث قتل عمد بمستشفي عزل الحسينية ولابد من محاسبتهم عن القتل العمد لهؤلاء المرضى في غياب تام للضمير المعنى الطبي الذي تقدموا عليه وخالفوا جميع الشرائع السماوية ولم يرحموا صراخ الأطفال والمرضى مما يعد اضطرابًا داخل المجتمع المصري والتي تؤرق كل مواطن بالمنطقة ويشعر بعدم الأمان وفقد الثقة في الصحة العامة والتي هي من المدلولات للنظام العام والتي يجب على جميع الجهات الرقابية والإشرافية التحقيق في تلك الجريمة الشنعاء وسرعة فتح تحقيق قضائي موسع ومحاسبة المسئولين والمقصرين في تلك الواقعة'.
واختتم البلاغ: 'نلتمس من سيادتكم اتخاذ اللازم قانونًا وفتح تحقيق قضائي موسع ومحاسبة المسؤولين والمقصرين في تلك الواقعة ومعاينة المستشفى على أرض الطبيعة لبيان ما بها من إهمال وتقصير'.
من ناحية أخرى تُباشر نيابة الحسينية التحقيق في واقعة وفاة 4 من مرضي كورونا داخل عزل مستشفى الحسينية بعد تردد أقوال أن الوفاة بسبب نقص الأكسچين، واستدعت النيابة مدير المستشفى وعددًا من الأطباء للاستماع لأقوالهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
