معاناة شديدة ومأساة حقيقية يعيشها شاب بجسد طفل، فرغم بلوغه سن 18 عامًا إلا أنه مازال طفلًا صغيرًا لا يتجاوز طوله المتر، ويتغذى على الحليب عن طريق قنينة الرضاعة أو كما يُطلق عليها 'الرضّاعة' رغم كِبّر سنة، مثله مثل الأطفال حديثي الولادة، حيث وُلد بإعاقته تلك، طريح الفراش لا يُحرك ساكنًا ولا يستطيع التحدث، ويقوم على رعايته والديه، تلك الأسرة التي تكاد تقتات على الراتب البسيط للزوج الموظف بأحد المصانع، في رحلة معاناة شاقة عاشتها الأسرة الفقيرة طيلة السنوات الماضية.
18 عامًا تحمل 'سكره سعد أبو اليزيد' تقطن مدينة الشروق، نجلها 'أحمد يوسف محمد زيدان' وتتنقل به بين المستشفيات لعلاجه في رحلة شاقّة دون أية مساعدة من قِبل الجهات المعنية بالدولة على رأسها وزارة التضامن الاجتماعي، حيث سعت الأم كثيرًا للحصول على معاش لنجلها المعاق من التضامن الاجتماعي لتوفير له العلاج من خلاله إلا أنه دون جدوى وسط صرخات غير مسموعة للأم التي طرقت أبواب مكتب التضامن الاجتماعي التابعة له طيلة عامين لتُقابل تلك الصرخات بجحودٍ تام من قِبل موظفي مكتب التضامن وكلمات قاتلة 'متجيش غير لما نتصل عليكي' على حد قولها، دون مراعاة لحالة نجلها المأساوية.
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
'ابني مولود بإعاقته ومش بياكل زيّنا وعايش على الدواء واللبن من خلال رضّاعة، وكل فترة بروح أعملّه نقل دم في مستشفى الدمرداش' هكذا بدأت والدة الشاب 'أحمد' تحكي لـ'أهل مصر' تفاصيل مأساة نجلها، موضحة أن نجلها وُلد هكذا وكان له تأمين صحي يُعالج من خلاله إلا أنه عند بلوغه 6 سنوات تم إلغاء التأمين الصحي الخاص به، قائلة: 'شالوا التأمين بحجة علشان مدخلش المدرسة، وقالوا ليا رُوحي اعملي علاج على نفقة الدولة'.
وتابعت: 'رُحت مستشفى الدمرداش أخلص إجراءات العلاج على نفقة الدولة معرفتش، والدواء مقدرتش أشتريه وبطّلت اجيبه ومش بناخد أي مساعدة من التضامن الاجتماعي، وابني عايش على اللبن والبامبرز، ولو قصّرت معاه في البامبرز بروح أعمله نقل دم'، مشيرة إلى أنها على مدار عامين تطرق باب مكتب التضامن الاجتماعي بمنطقة المستقبل بمدينة الشروق للحصول على معاش لنجلها وحتى الآن دون جدوى رغم استيفائها لكافة الأوراق المطلوبة.
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
'كل ما أرُوُح مكتب التضامن يقولوا ما تجيش غير لما نتصل عليكي، ومقدمة الورق بقالي أكتر من سنتين ومش عارفة سبب التأخير.. ليه بيحصل معانا كده هو ابني مالوش حق على الدولة!' تقول الأم بحسرة شديدة على ما آلت إليه حالة نجلها المريض، متابعة: 'كل فترة بحمل ابني وبروح أعمله نقل دم في مستشفى الدمرداش، ومفيش حد يساعدنا بأي حاجة ومحدش مصدّق إن الدولة مش عاملة لابني معاش المعاقين.. ابني عايش على اللبن والدواء ولا يتحرك نهائيًا ووالده موظف مرتبه يدوب على قدّنا، ومفيش حد من الشؤون الاجتماعية بالشروق بيوفّر لنا حاجة وكل الأدوية واللبن على حسابنا ده غير الحفاضات حيث يحتاج 5 أو 6 يوميًا ولو مغيّرتش له الحفاضات بيحتاج نقل دم فورًا'.
واختتمت والدة الشاب المريض، حديثها بمناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ووزيرتي التضامن الاجتماعي والصحة، بالنظر إلى حالتهم المعيشية الصعبة وإلى حالة نجلهم المعاق وتوفير معاش له لشراء الأدوية، وكذلك علاجه على نفقة الدولة، قائلة: 'حالتنا المادية صعبة جدًا ومحدش حاسس بينا، ووقّفت شراء العلاج لابني من فترة كبيرة علشان مش معايا حقّه، والدكاترة طلبوا عمل علاج طبيعي لابني بس للأسف ممعيش فلوس، وكل اللي بطلبه عمل معاش له أو يرجّعوا التأمين الصحي أو العلاج على نفقة الدولة'.
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
مأساة شاب يعيش في جسد طفل
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
