'يوم 25 يناير 2014 استشهد قطعة من قلبي، صاحب الشهادتين النقيب طيار أحمد محمد أبو العطا، 7 سنوات مرت على هذا اليوم وما زالت ذكراه تعيش فى قلوبنا أنا ووالدته، نتألم ولكن يصبرنا على فراقه أنه في الجنة' هكذا بدأ محمد أبو العطا والد 'أحمد' شهيد بورسعيد، حديثه لـ'أهل مصر'.
وأضاف والد 'صاحب الشهادتين'، أن نجله تخرج من الكلية الجوية عام 2009 وتسلم عمله فى سيناء، موضحًا أنه ووالدته أصيبوا بحالة من القلق بسبب الإرهابيين المتربصين للجنود، مشيرًا إلى أنه كان يصبرهم ويخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى له حكمة فى كل شىء، ودائما يوصيهم بأن يتحملوا فراقه إذا استشهد فى سبيل الوطن.[لأ
استشهاد الملازم اول طيار احمد ابو العطا يوم 25/ يناير 2014
وتابع قائلاً: 'تمر السنوات، ويأتى يوما لن أنساه أبدًا طوال الباقى من حياتي، يأتي أحمد في اجازة من سيناء، وبمجرد وصوله المنزل يتم استدعائه للقيام بمهمة وطنية بدلاً من أحد زملائه، لم يتمكن ابنى حتى من تغيير ملابسه، بلا حزن ولا سخط يلبي أحمد طلب استدعائه، ويعود فى الحال يوم 1/24/ 2014'.
وواصل: 'تمر ساعات على سفر ابني، وهناك شعور غريب انتابني أنا ووالدته، نفس الشعور عندما تسلم عمله فى سيناء، طلب منا أحمد أن نتواصل مع جمعية 'رسالة' و نوفر جميع احتياجاتهم لمساعدة أي محتاج ولم نقطع تلك 'العادة' فهي كانت 'وصيته'، وكأنه كان يشعر بأنه لن يعود، ترك منزله وهو لديه طفل عمره 7 أشهر، واحتضنه وودع زوجته، وودعنى أنا ووالدته بأحضان لن ننساها وكأنه جاء ساعات ليودعنا و يعود.. حكمة ربنا'.
والد الشهيد احمد ابو العطا مع حفيده'آسر'
واستكمل: 'لم تمر ساعات وفي اليوم التالي 25 يناير 2014 سمعت خبر استشهاد ابني، بل لم اسمعه فقط، ولكن ربنا اصطفانا عن معظم أسر الشهداء بأن نرى استشهاد ابني والجميع يتابع و يرى مشهد ما زالنا عندما نراه نبكي وكأنه استشهد اليوم عندما قام الإرهابيون باستهداف الطائرة التى كان يقودها أحمد ومعه أربعة من زملائه الضباط بصاروخ، ويظل يطير بها ولم يفكر فى النزول على منازل أو أماكن تدمر من فيها، بل ذهب ببعيد وهو يقود الطائرة ويردد الشهادة'.
وواصل حديثه: 'صوته ما زال يرن في آذاننا، لم ننساه أبدًا لذا أطلقت عليه صاحب الشهادتين، فهو شهيد الوطن وهو من ردد الشهادة قبل أن تفيض روحه إلى خالقها، وقد أطلق على دفعته 103 حربية دفعة الشهداء لاستشهاد أكثر من 40% من تلك الدفعة في سبيل الوطن'.
قبر الشهيد احمد ابو العطا
وتابع والد الشهيد حديثه: 'الله يختار دائما الشهداء و يصطفيهم عن غيرهم بالصفات التي تؤهلهم أن يكونوا شهداء، ابني كان جميل الخلق والخلقة وكان بارًا بي ووالدته وعطوف، حنون، طيب القلب، متدين، وجهه بشوش'، و طالب أبو العطا أن يتم توثيق بطولة نجله في مسلسل مثل 'الاختيار'، قائلاً: 'ابني صاحب بطولة رآها وسمعها الجميع على الهواء، بطولة 'موثقة' منذ لحظة استدعائه للقيام بمهمة، واستمراره فى الطيران فى الجو رغم استهداف الطائرة بصاروخ من الإرهابيين و ترديده للشهادة بلا انقطاع حتى لاقى رب كريم.. ألا يستحق توثيق بطولته؟'.
اثناء جنازة الشهيد احمد ابو العطا من 7 سنوات
'وحشنا يا طيب' هكذا بدأت والدة الشهيد أحمد أبو العطا حديثها بعبارة خرجت من القلب بحزن وألم فقالت: 'هناك من يموت على فراشه ويظلوا يلقونه الشهادة ويصعب نطقها، فما بالك بمن يموت ولم يكن بينه وبين ربه مسافة، فهو ردد الشهادة في الملأ وعلى الملأ، تخيلوا كده وأنا بسمع ابني وهو بيتشاهد ويردد الشهادة.. أنا شعورى ايه، ورغم إنها حاجة تفرح لكنها موتتني'.
وأضافت: 'مرت سبعة سنوات وما زلت اسمعه كل يوم، وقلبي يعتصر حزنًا، ولكن ما يصبرني على فراقه هو الذكرى الجميلة التي تركها لي ابنه 'آسر' بالصف الثانى الابتدائى، لم يفرح به ويكفينى شرف بأنه طفل صغير، ولكنه يتباهى بوالده الشهيد أمام اصدقائه فى المدرسة'.
وتابعت: 'أنظر إليه أرى أحمد الذى استشهد، لكنه حي فى قلبي لم يموت، و رغم كل ألمي على فراقه، ابني ما يغلاش على ربه ولا على مصر، هي ضريبة مصر بتدفعها ضد الإرهاب الأسود الغشيم، واحنا بندفع معاها أرواحنا و قلوبنا وأولادنا'.
واختتمت حديثها: 'أوجه كلمة للشرطة المصرية شدوا حيلكم احنا معاكم، ووراكم علشان تجيبوا حق أولادنا.. ربنا معاكم و يقويكم، وحسبي الله فى الإرهابيين اللي حرمونا من أولادنا'.
الذكرى السابعة لاستشهاد الملازم اول طيار احمد ابو العطا