تخلت عنه قواه، وفقد بصره ومازال مصرا على عمله، ويزداد شغفه له يوما تلو الآخر كأنما اتخذه تحديا لمواجهة مصاعب حياته كونه مفضل لديه، ليضرب أروع الأمثال في التفاني، واقتربت عدسة أهل مصر لتدرك مقومات تلك القصة.
عشة بسيطة قوامها البوص يسكنها رجل في العقد السادس من عمره يمارس عمله بنفس راضية مبتسمة، وكأنه يمتلك كل مقومات الراحة المعيشية، رافعا شعار السعادة كنز لا يفنى، ويقول إبراهيم عبد السلام إنه يعمل في صناعة الخوص منذ ما يقرب من 30 عامًا.
صانع الخوص بالبحيرة
ويضيف عم 'إبراهيم'، أنه ورث تلك المهنة عن آبائه وأجداده، رافضًا التخلي عنها كونه لا يعمل سواها، مشيرًا إلى أنه تعرض لحادث في عينيه إثر اصطدامه بساق من الخوص قام على أثره بزرع قرنية لكنها لم تكلل بالنجاح وكررها مرة أخرى دون جدوى.
ويشير وهو مبتسمًا راضيًا برزقه، إلى أن عمله يعتمد على جمع الخوص الذي ينمو على المصارف والمجاري المائية، ويقوم بترك بعض الأيام حتى يتغير لونه ودرجة جدته إلى الاصلب عقب ذلك يقوم باستخدامه في الصناعة.
صانع الخوص بالبحيرة
وعن الأعمال التي ينفذها يشير عم إبراهيم إلى أنه يقوم بصناعة الأقفاص التى تضع بها الطيور والحيواناتط وكذلك الأواني التي يضع بها الخبز، مستخدما في ذلك مهاراته اليدوية دون وجود أدوات تصنيع حادة تساعده في ذلك.
وتابع عم 'إبراهيم'، أن عمله لم يعد متوافر بشكل كبير كما كان في الماضي، نظرا لظهور وسائل أحدث، مضيفا أن العائد المادي المقابل لها عير مُجدي لكنه راضيا به، مطالبا المسؤولين بضرورة النظر إلى ذوي المهن والحرف اليدوية.
صناعة الخوص بالبحيرة
وفي ختام حديثه، وجه 'عم إبراهيم' رسالة إلى الشباب بضرورة استغلال قوتهم في الصغر والعمل في عدة مهن لتوفير مصدر دخل مناسب يترتب عليه تحسن المستوى المعيشي لهم فيما هو قادم، مشيرًا إلى أن رغبته الوحيدة هو الحصول على عمرة لزيارة بيت الله الحرام.
صانع الخوص بالبحيرة
صانع الخوص بالبحيرة
صناعة الخوص بالبحيرة
صناعة الخوص بالبحيرة
صانع الخوص بالبحيرة
صانع الخوص بالبحيرة
صانع الخوص بالبحيرة