"عزة" موهبة تصنع مجسمات لأصناف الطعام بالصلصال بحجم العملة المعدنية: هواية بعدل بها مزاجي (صور)

"عزة".. أول مصغراتية تتخصص في تجسيم أصناف الطعام المصري بأطباق بحجم العملة المعدنية
"عزة".. أول مصغراتية تتخصص في تجسيم أصناف الطعام المصري بأطباق بحجم العملة المعدنية

كانت مُحبّة لبعض الفنون منذ طفولتها، من بينها الرسم وتنبأ لها معلموها في المدرسة بمستقبل فني باهر كأن تكون رسامة مميزة، في حال تنمية هوايتها، نمت الموهبة ورسمت تابلوهات ولوحات عديدة، لكنها توقفت مع دخول كلية التجارة، عندما لم توافق الأقدار رغبتها في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ومواصلة فنها، ظلت سنوات بعيدة عن ممارسة هوايتها، إلا أنها عادت بهواية جديدة في عالم فني، لم تعرف عنه إلا قريبا، وهو عالم فن المصغرات، لتختار أن تكون مصغراتية بتجسيم أصناف الأطعمة وخاصة الأصناف المصرية.

'عزة عاطف'، فتاة ثلاثينية، متزوجة وأم لـ 3 أطفال، تقيم بحي العجمي بمحافظة الإسكندرية، حاصلة على بكالوريوس التجارة، تزوجت وانشغلت عن هوايتها، وزاد انشغالها بأطفالها، كانت تلعب معهم بالطين الصلصال، لكنها تختلف بنظرتها الفنية عن غيرها، فهم يلعبون لكنها تشكل فنونا، فلم تنسَ حبها للرسم، وظلت تجسم أشكالا بالطين الصلصال الذي في متناول أطفالها، إلى أن عرفت صدفة الطين الحراي، منذ قرابة الـ 3 سنوات، فقررت خوض التجربة وابتاعته وبدأت بالفعل، وجدته مختلفا نسبيا، فكان قاسيا أو يابسا نوعا ما، ربما مضافا إليه خامات أخرى غير الطين الصلصال الأخ، ليتحمل دخول الفرن ويتم تثبيت الأشكال التي جسمتها كتحفة فنية أرادت بقائها والاحتفاظ بها.

ترمس وحلبة مصغرات

ترمس وحلبة مصغرات

تقول 'عزة': 'كنت بلعب بالطين الصلصال الحراري وقلت أجرب وأدخله الفرن وأعمل أشكال ومجسمات حلوة، وما كنتش أعرف إن في فن المصغرات وإن في رواد ومحترفين فيه'، متابعة: 'كنت بشكل بالطين الصلصال مجسمات في أوقات الفراغ بعد نوم أطفالي وهدوئهم، وكنت أقصد الاستمتاع والترفيه، بهواية محببة لقلبي تستطيع تحسين مزاجي وحالتي النفسية، وكان أول مجسم صنعته، ميداليا بشكل قطعة مكرونة بشاميل، صنعتها خصيصا لوالدتي في عيد الأم'، لافتة إلى انبهار والدتها وأقاربها بها، وتشجيعهم لها بأن تبدأ في المشروع، وبالفعل بدأت التسويق لأعمالها، من خلال صفحة على السوشيال ميديا، بدأت بعرض أعمالها من ميداليات الصلصال الحراري على هيئة أطباق طعام، واجتذبت العديد من رواد السوشيال ميديا بميدالياتها الأنيقة والمميزة'.

فخدة ضاني مصغرات

فخدة ضاني مصغرات

وتُضيف الفتاة الثلاثينية: 'زاد الطلب على الميداليات، ولم أجد وقتا وطاقة على تنفيذ الأوردرات، وبعدما كنت ألجأ إليها كرفاهية ومتعة، وجدت نفسي مضغوطة نفسيا فقررت أن أعتذر عن الميداليات وتخصصت في صنع مجسمات صغيرة بحجم العملة المعدنية، وجربت مجسمات كثيرة إلا أنني تخصصت في تشكيل مجسمات من الأطعمة خاصة الأصناف المصرية لإحياء التراث المصري، متابعة: 'شجعني زوجي كثيرا وكان يدعمني، ليس لأنه مشروع ربحي أتكسب منه أموالا، ولكنه رأي أنه شيء يسعدني فحسب، ولطالما شجعتني والدتي هي الأخرى وصديقاتي، كما وأجد إقبالا ودعما من متابعي صفحتي الخاصة لعرض أعمالي، وأعتبر تشجيعهم وفرحتهم بأعمالي هي مكافأتي فكلمة ثناء على المجسمات، تزيل عني عناء العمل'.

عزة

وكانت 'عزة' تستخدم الطين الصلصال الحراري، وكذلك الألوان السوفت باستيل وذلك لإضفاء الألوان الطبيعية على مجسماتها، وأصبحت تضيف بعض الخامات الأخرى ليتكامل العمل وتبدو المجسمات حقيقية فهي تسعى دائما للواقعية، إذ استخدمت الطين الصلصال الحراري السائل وذلك لعمل الشوربة والأطعمة السائلة وصوص المأكولات بجميع ألوانه، كما وعملت إعادة تدوير لكل الخامات في منزلها، كالبلاستيك، الخشب والمعدن'، فهي دائما ما تنظر إليها نظرة فنية ليتكامل عملها الفني بكافة الخامات المتاحة والمستخدمة.

كشري..مصغرات

كشري.. مصغرات

وتشير إلى أن ما جعلها تستمر في فن المصغرات وعمل مجسمات هو شغفها بهذا النوع، خاصة وأنها لم تتكسب منه، مضيفة: 'أحتفظ بكل المجسمات في النيش بمكان مخصص لهم، وأكتفي بعرضهم على صفحة الفيس بوك، لكن ليس لدي نية ببيعهم، وأحافظ عليهم ليتوارثهم أبنائي فيما بعد ولكي يعرفوا أن والدتهم فنانة'، متابعة :'الاستمرار علمني أكثر وجعل أدائي متطور، كما تغلبت على مشكلة ضبط الألوان وجعلها طبيعية، بإضافة الألوان وكذلك الورنيش الذي يضفي لمعة على المجسمات وكأنها مقلية أو محمرة، فضلا عن اكتساب خبرة في تحديد الوقت المناسب لخروج قطعة الصلصال من الفرن قبل احتراقها وتغير لونها، وتمكنت مع الوقت بإضفاء الألوان الطبيعية للمجسمات إذ تبدو كأنها حقيقية للناظرين'.

مصغر لسيخ شاورما

مصغر لسيخ شاورما

ووجدت 'عزة' ضالتها المنشودة في تجسيم أطباق الطعام وتعدد أصنافه بالطين الصلصال، ورأت أنها طريقة جميلة تعرف العالم من خلال مجسماتها أن تعرف الثقافات الأخرى بأصناف الطعام المصري، ولجأت لعمل أصناف الطعام المصري التي يلجأ لعملها المصريون في المناسبات، وتقول: 'عملت مجسمات خاصة بالمناسبات وأكل اللمة والعيلة المصرية، صنعت الفطير المصري والرنجة والفسيخ والبصل تجسيدا لشم النسيم، وكذلك الكحك المصري والبسكويت تجسيدا للاحتفالات بالعيد الصغير، كما وجسدت مشهد الذبح بالطين الصلصال في العيد الكبير، وأيضا صنعت مجسم للفول والفلافل الأكثر شهرة في مصر أكل الشعب، كما وأن مجسماتي تكمل بعض أعمال زملائي المتخصصات في التصغير بمجالات أخرى'.

مصغرات الطعام

مصغرات الطعام

واختتمت 'عزة' كلماتها لـ'أهل مصر' قائلة: 'سعيدة باللي وصلت له من خبرة في مجال فن المصغرات، ولا زلت أطمح للأفضل خاصة وأنها هواية ممتعة تصفي ذهني وتجعلني أكثر ارتياحا، وأرى أنه فن عظيم يجب أن يتعلمه الأطفال خاصة وأنهم يقضون أوقاتا طويلة في اللعب به دون الاحتفاظ بمجهودهم، لذلك قريبا بعد أن يتقدم أطفالي في العمر نسبيا، سأخصص ورش لتدريب الأطفال على تشكيل مجسمات الطين الصلصال الحراري، أشكال فنية قد تكون لهم مشروع فني وأيضا ربحي مستقبلا'.

مصغرات الطعام

مصغرات الطعام

مصغرات الطعاممصغرات الطعام

مصغرات الطعاممصغرات الطعام

مصغرات الطعاممصغرات الطعام

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً