اعلان

المعلمة "هدير" أول جزارة في الزقازيق وصانعة جلود: "بقالي 6 سنين في المهنة.. وبصنع من المواشي الزبدة واللحوم والجلود" (فيديو وصور)

المعلمة "هدير" أول جزارة في الزقازيق وصانعة جلود
المعلمة "هدير" أول جزارة في الزقازيق وصانعة جلود

كان المقربون منها يلقبونها بالرقيقة أو الكيوت، وأحيانا ينادونها ب 'لينا' بطلة مسرحية 'المتزوجون' التي أدتها النجمة 'شيرين' مع النجم 'سمير غانم'، لأن شخصيتها الرقيقة أقرب إلى شخصية لينا، وعلى غير المتوقع منها، اقتحمت عالم الرجال القاسي، إذ احترفت الجزارة، وتحدت نفسها قبل أن تتحدى اعتراضات واندهاشات من هم حولها، وأصبحت أول جزارة في مدينة الزقازيق بل في محافظة الشرقية بأكملها، واتخذت من كل خطوة تخطوها، درجة ترقيها لخطوة أفضل، فأصبحت جزارة وصانعة جلود، إنها المرأة إذا أحبت عملها، تبذل قصارى جهدها، لتصبح بصمة مميزة لا تُنسى، لا تقف أمامها صعوبات.

إنها 'هدير عبدالمنعم' امرأة أربعينية، زوجة لرجل يعمل محاسب بإحدى الجهات الحكومية، وأم ل 4 أطفال، تقيم في مدينة الزقازيق، أنهت دراستها الجامعية، وتزوجت ثم عملت في مجال مستحضرات التجميل، قالت 'هدير': 'عالم الجزارة كان لا على البال ولا الخاطر'، إذ دفعني له حماي والد زوجي، موضحة أنه يعمل في محال تجارة المواشي وتسمينها، متابعة: 'عرض عليا أشتغل معه في معلفه الخاص، وبالفعل لبيت عرضه بسرعة عجيبة، وكان شايف إني رقيقة زيادة عن اللزوم، فقال يجمدني شوية وبالمرة أزود دخل أسرتي'.. حسب قولها.

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

وتابعت 'هدير': 'ولأن قوة السوشيال ميديا مؤثرة في توجيه الآراء وكذلك سرعة الانتشار، قررت أسوق لنفسي من أول بدايتي في المعلف، وكانت البداية إني أعلنت عن نفسي من خلال صور التقطها لي في المعلف وسط الماشية، الخراف والماعز، مضيفة وكتبت على صفحة الفيس بوك: 'سنبدأ بيع لحم ضاني والحجز أون لاين، وبالفعل استقبلت طلبات حجز وتم بيع خروفين، إذ كان الإقبال كبيرا جدا وأدهشني خاصة وأنها البداية، وكانت انطلاقتي، لأكون أول جزارة في الزقازيق، هذا بالإضافة لتربيتها المواشي والخراف الضأن والماعز بمساعدة والد زوجها'.

استعانت هدير بجزار محترف لكي يعلمها أصول الجزارة، وذكرت أول مرة ذبحت فيها ذبيحة كانت عجل ربته صغيرًا، لافتة إلى أنها حزنت عليه كثيرا ومن بعدها صار قلبها قويا لا تهاب الذبح أو الدم، وتعرضت ذات مرة لموقف صعب أثناء الذبح إذ ثار العجل وأوشك على الفتك بها، لكن عناية الله انقذت الموقف، ومنذ ذلك الحين أصبحت أكثر حرصا وحذرا، ومع الوقت ومن خلال التعامل أصبحت أكثر قوة وصلابة.

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

وأوضحت 'هدير' أنها لاقت بعض الصعوبات لكنها دائما تتغلب عليها وتذللها لتكون خطوة إيجابية، إذ اندهش البعض من امتهانها الجزارة وجعلها عملها الأساسي وأمطروها بوابل من الكلمات المحبطة التي لم تؤثر فيها سلبا على الإطلاق بأنها لم تستطع الصمود في مهنة قاسية مثل هذه، لكنها تحدتهم وتفوقت على نفسها، مشيرة إلى رفض أطفالها في البداية لعملها، لكنهم سرعان ما انبهروا بإعجاب الناس بعملها وشهرتها فضلا عن محبتهم لها، فاقتنعوا بل وأثنوا على مجهودها فيما بعد.

وأشارت إلى أنها استطاعت أن تجد وقتا لأطفالها وزوجها رغم انشغالها ما بين المعلف والجزارة،:'في البداية كان صعب أوفق بين الشغل والبيت، لكن مع الوقت كان لازم أعمل دا علشان أحافظ على بيتي، خصوصا إني الجزارة 'كلت عقلي' وماينفعش أضحي بيها ولا أقصر في حق أسرتي، متابعة: 'أعمل في المعلف والجزارة منذ اكثر من 6 سنوات، وكنت ببيع اللحوم أون لاين عبر السوشيال ميديا، وعلى الرغم من إني متميزة في التسويق لنفسي وشغلي، لكن كان حلمي أفتح محل جزارة، والحمد لله أخيرا حققت الحلم بمساعدة والدي وفتحلي المحل بمنزله'.. حسب قولها.

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

وأردفت جزارة الزقازيق: 'أن لديها عِمالة كثيرة في المحل نظرا للإقبال عليها خاصة وأنها قررت بيع مأكولات جاهزة تصنعها بأيديها وبيد معاونيها لزبائنها كالبدة والتقاطيع والممبار وكل ما يخص أكلات المسمط، بالإضافة للزبدة والبساريا المخللة، مؤكدة أنها تعامل مساعديها في المحل، بود ومحبة جعلت منهم أخوة مخلصون لها في العمل وفي الواقع'.

يبدو أن كل خطوة تخطوها جزارة الزقازيق 'هدير' تتخذها درجة ترقيها للتي بعدها، ويدفعها طموحها الجم لذلك، فهي لم تقف أمام عثرة منذ بدايتها اعتادت التحدي ثم النجاح في عالم رجالي قاسي وكانت الرفاهية خيار أمامها إلا أنها اختارت عالم المغامرات والسعي الدؤوب، حتى إنها لم تعر أي منافسين لها اهتمام بل تمضي في مسيرتها لتحقق نجاحات خرى، وتقول: 'ضفت لمسات أنثوية على العمل، كتغليف اللحم بسلوفان وضع اللحوم في أطباق فل، وكذلك عرض المنتجات بشكل أنيق، مما زاد ثقة العملاء في منتجاتي، خاصة وأن الجزارين لم يعهد لهم تغليف اللحم وبيعه في أطباق'.

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

واختتمت 'هدير' حديثها ل'أهل مصر': 'قدرت أستغل جلود الماشية وأصنعها شنط وأحزمة وكذلك محافظ جلد طبيعي باهظة الثمن، وكنت تعلمت صناعتها في كورس لصناعة الجلود مدته أربعة أيام، متابعة: 'حققت حلمي ونفذت محل الجزارة وقريب ها افتح المسمط، وكل يوم حلم جديد وقادرة بإذن الله أحققه'.

محررة 'أهل مصر' مع أول جزارة في الزقازيق

صناعة حقيبة من جلود المواشي

صناعة حقيبة من جلود المواشي

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

'هدير' أول جزارة في الزقازيق

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً