لم تكن تعلم الفتاة الصغيرة، أن الموقف المحزن التي مر عليها كعادتنا سوف يجعلها تبتكر فكرة بتوزيع النسمات العطرة على المواطنين في شوارع قنا؛ جبرًا لخاطرهم، كما فعل معها طفل لم يتخطى عمره الـ 7 أعوام، عندما التقى بها تخطو خطواتها ببطء والدموع تنهمر من عينها.
في لافتة إنسانية جميلة قامت 'هبة محمد'، 17 عامًا، طالبة في الصف الثاني الثانوي، مقيمة بشارع المعتقل، منطقة الشؤون في محافظة قنا، بتوزيع الورود والشيكولاتة على المواطنين في الشوارع؛ لترسم البسمة على وجوههم وجبرًا لخاطرهم، كنوع مختلف من العمل التطوعي الذي يترك أثرًا طيبًا في نفوس كل من تقدم له الورود.
طالبة ثانوية توزع الورود في شوارع قنا
وقالت الطالبة الثانوية لـ'أهل مصر'، إن فكرة الورود راودتها بعد مرورها بموقف محزن عندما كانت تسير بمفردها بالشارع تبكي وفجأة اتجه إليها طفل وأعطاها وردة، كان ذلك الموقف سببًا في رسم الضحكة على وجهها مرة أخرى وشعرت بجبر خاطرها من موقف بسيط، فقررت أن تنفذ هذه التجربة على الناس البسيطة وعمال النظافة في الشارع كنوع جديد من العمل التطوعي.
وأضافت، أنها ادخرت من مصروفها واشترت كمية من الورد البلدي والشيكولاتة، ونزلت بهما إلى الشارع برفقة صديقتها في الساعة الثامنة مساءً، ثم تستوقف المارة فجأة وتعرض عليهم من يقول لها نكتة أو موقف كوميدي حدث له في حياته تعطيه وردة، اندهش الجميع منها واندمجوا معها وشعرت بالفرحة بينهم.
وأشارت إلى أنها قابلت العديد من المواقف المفرحة من بينها عندما قابلت سيدة أثناء إعطائها الوردة فلم تستوعب المواطنة الموقف وهي تقول لها: 'انتي غلطتي في العنوان؟ طيب هو الموقف دا جد! أنا مش مصدقة اللي بيحصل!'، وآخر عندما دخلت محل تجاري وعرضت على صاحبه أن يقول لها نكتة فرد قائلًا: 'لا أعرف أقول نكت ولكن أجمل موقف مريت به دخولك عليا بالورد فرحني كثيرًا يا صغيرتي'.
واختمت هبة حديثها بأنها لم تكتف بهذا اليوم فقط بل سوف تستمر في توزيع الورود؛ بمشاركة أصدقائها كمبادرة تحت اسم 'وردة تجبر قلبك'، حيث أنشأت جروب على تطبيق 'الواتس آب' للتنسيق بينهن لتوزيع الورود على المواطنين في قنا جبرًا لقلوبهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
