مازالت حادثة غرق لانش ببورسعيد المأساوية والتي راح ضحيتها 5 أشخاص غرقًا، يشوبها العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول تفاصيلها، خاصة بعد مطالبات لأُسر الضحايا بالتحفظ على السفينة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، بعدما تجرّد قبطان السفينة 'Seamax Dariem' من كل مشاعر الإنسانية وأبى أن يُنزل قوارب لإنقاذ 5 أشخاص من الغرق، على حد قولهم، وهو الأمر الذي أثار استياءهم وغضبهم.
وكان قد لقي 5 أشخاص مصرعهم في غرق لانش خلال تقديمه طرود من إحدى التوكيلات الملاحية لأحد السفن الراسية في غاطس البحر المتوسط أمام مدينة بورسعيد، ووفقًا لروايات أُسر الضحايا، فإن اللانش تابع لإحدى التوكيلات الملاحية الخاصة وقد قام بإيصال طرود عبارة عن قطع غيار، يوم الثلاثاء الماضي، فى تمام الساعة التاسعة مساءً، وهو أمر متعارف عليه بين العاملين في مجال تموين السفن وبالفعل وصل سائق اللانش و2 من الموظفين التابعين للتوكيل و2 من البحارة إلى السفينة وتم وضع الطرود الخاصة بالسفينة والتي تُقدّر حمولتها 16 طن إلا أن خللًا حدث في الونش على متن السفينة تسبب في قطع الواير وسقطت الحمولة من ارتفاع أكثر من 30 متر على مقدمة اللانش وهو ما تسبب في غمره بمياه الأمواج وغرق اللانش بما عليه من أفراد دون مساعدة من قبطان السفينة سوى ألقى إليهم سترتات النجاة فقط، على حد قولهم.
'إسلام رجب' نجل شقيق سائق اللانش 'رجب صبح'، يروي تفاصيل الواقعة قائلًا إن السفينة طلبت طرود عبارة عن قطع غيار لها والطرود عادة تأتي من المطار وكانت تطلب السرعة في توصيل تلك الطرود، وبالفعل استقل 2 موظفين من إحدى التوكيلات الملاحية وهما 'محمود السيد' و'ماهر جابر' ومعهما 2 بحارة 'صلاح رخا' و'محمد الخنيني' اللانش الذي يقوده عمه 'رجب' في تمام الساعة التاسعة مساءً، وكانت المركب السفينة خارج حدود الغاطس بمكان يسمى 'التخفيف' على بُعد مسافة تُقدّر بـ 3 ساعات من مكان تحميل الطرود وعندما قام الونش بإيصال الطرود على متن السفينة قُطع 'الواير' مما أدى إلى نزول الطرود على جزء من اللانش تسبب في عدم اتزان اللانش وانقلابه.
وأضاف 'إسلام'، في تصريحات خاصة لـ'اهل مصر'، أن اللانشات اعتادت الخروج إلى البحر في العواصف والأمطار وهي مُجهّزة لذلك ولم تكن المرة الأولى لنزول اللانشات ولكن شاء القدر أن تحدث تلك الكارثة وساعد فى ذلك 'عُطل الونش وقبطان السفينة'، مضيفًا أن قبطان السفينة أرسل استغاثة بغرق اللانش وأنزل سُترتات النجاة التي لم تُجدي بشىء في حين أنه كان في استطاعته إنزال قوارب نجاة لمساعدتهم وإنقاذهم من الغرق أو سلالم ليصعدوا بها إلى متن السفينة ولكن السفينة خشيت من دفع مبالغ مرور بالبحر ولم تخشى على أرواح البشر، بحسب قوله.
وتابع أن موظفي التوكيل اتصلوا بأصدقائهم يستغيثوا من الغرق وبالفعل وصل لانش به والده وبعض البحارة ولكن كانت المسافة كبيرة جدًا 3 ساعات، وعندما وصلوا لم يجدوا اللانش بل استطاعوا الوصول إلى جثة أحد البحارة فقط وكان مرتديًا سترة النجاة وحول رقبته حبل ملفوف كانت قد ألقته إحدى المراكب لإنقاذه ولكنه تسبب في وفاته.
وأشار 'إسلام'، إلى أن عمه كان لديه 3 أبناء هم 'محمد وسيف' في المرحلة الابتدائية، و'يوسف' في المرحلة الإعدادية، وحالة الأسرة سيئة للغاية نتيجة عدم الوصول إلى الجثة، مطالبًا جميع الجهات المعنية بسرعة البحث عن جثة عمه ومن معه لتهدئة الأهالي، ومعاقبة السفينة التي لم تساعد الضحايا.
كما ناشد أُسر الضحايا اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بالتواصل معهم لسرعة استخراج تصاريح للغواصين الذين سوف يقومون بعملية البحث عن الجثث غدًا فهم قادمين من محافظة دمياط.