'كان ابن موت، سندي وضهري اللي اتكسر'، بكلمات موجعة استهل الأب الخمسيني روايته الأكثر وجعا عن ولده الذي راح ضحية الغدر والبلطجة في محافظة الشرقية.
كان كل ذنب «وائل» الشاب أنه يسعى لمساعدة والده، ويكد للإنفاق على أطفاله الثلاث ليعود لهم ليلا وتكتحل عيناه برؤية عفاف ابنته الأحب لقلبه والأكثر حنانا عليه.
ككل صباح خرج أبو عفاف ليعتني بزراعاته، وخلال ذلك قدم راعي غنم الذي ترك غنمه تنهش في الحقل، ولمجرد أن عاتبه وطالبه بالابتعاد دفع حياته الثمن بطعنات نافذة تلقاها من الراعي القاسي، أردته شهيدا وسط حقول البرسيم لتبكيه كل الزراعات والغيطان والأهالي في أبو حماد بالشرقية.
قتل مزارع على يد راعي أغنام
'كان كل حاجة في حياتي وحياة ولاده وكان قلبي حاسس أنه مش راجع في اليوم ده'، هكذا نعت الزوجة شريك العمر الذي عاد إليها جثة هامدة، وتابعت شيرين السيد حرب زوجة القتيل: 'ربنا ينتقم منه.. إحنا عاوزين القصاص.. عدل ربنا واللي قتل زوجي يتقتل'.
وتساءلت قائلة: 'ذنب زوجي إيه عشان يتقتل بالطريقة دي؟' متابعة: 'طلب زوجي من المتهم أن يذهب بالأغنام بعيدا عن الأرض بعدما التهمت كمية من الزرع، إلا أن المتهم تشاجر معه وسرعان ما أخرج سلاحا أبيض وطعنه ولاذ بالفرار'.
وأردفت: 'رحل زوجي وبقيت لنا الأحزان والآلام.. ربنا يصبرنا على فراقه'.
قتل مزارع على يد راعي أغنام
«ريم 14 عاما طالبة بالصف الثالث الإعدادي، ومحمد 11 سنة طالب بالصف السادس الابتدائي وعفاف 5 سنوات»، أطفال المجني عليه مايزالون يسألون أين أبيهم؟ ولما سقط قتيلا من أجل شيء تافة؟ ومن يعوض غيابه؟ وقبل كل شيء من يقتص من قاتله؟.
وعن يوم الواقعة قال الأب: 'ذهب أبنائي الاثنين إلى الأرض لإحضار محصول البرسيم والبصل وأثناء انشغال ابني الأصغر بجمع البصل على مسافة نحو متر من شقيقه الراحل، كان يوحد راعي أغنام وطلب ابني المتوفي منه أن يذهب ويرعى الأغنام في مكان آخر، إلا أن الراعي تشاجر معه واعتدى عليه بسلاح أبيض مسددا له 3 طعنات باليد والرأس والقلب'.
قتل مزارع على يد راعي أغنام
كان اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً يفيد بورود بلاغ إلى مركز شرطة أبو حماد، بمقتل شاب يُدعى «وائل م.»، 35 سنة، مزارع، إثر إصابته بجرح طعني في الصدر، بعزبة الحساسنة بقرية«الخيس».
ألقي القبض على المتهم وباشرت النيابة التحقيقات التي قررت حبس المتهم.