حكاية الحاجة إنصاف.. من الزواج في عشة إلى رعاية مريض بمتلازمة داون والحلم بجائزة الأم المثالية

لم يكن أبنائها مصدر إزعاج لها، بل أصبحوا نماذج مثالية يتباهون بها في كل مكان ويؤكدون للجميع بأن ذوي الإعاقة يستطيعون تحقيق ما لم يحققه الأسوياء، وسجلت صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك' بأم محمود أبو زيد ، قائلة: 'نعم هو فخر بالنسبة لي وأتباهى بأنني والدته، فهم مهما كبروا ومر العمر بنا يظلوا أطفالا لأنهم أبرياء.

وأضافت إنصاف إبراهيم عزوز، والتي تبلغ من العمر 62 عامًا لـ 'أهل مصر': 'محمود الذي يبلغ من العمر 24 عاما، هو من ذوي الاحتياجات الخاصة متلازمة داون، وكنت موظفة بحي المناخ في بورسعيد وزوجي موظف معي بنفس الحي، تزوجنا في عشة بمنطقة أمل الجبل عام 1981، ورزقنا الله بثلاثة أبناء رشا حاصلة على بكالوريوس علوم، وعبده دبلوم فني صناعي ومحمود 'متلازمة داون'، وحصلنا على وحدة سكنية، ومرت الأيام ونحن نحاول أن نساند بعضنا أنا وزوجي فهو كان دائم السفر من أجل توفير جميع احتياجات أبنائنا'.

الحاجة إنصاف مع أولادها وأحفادها

وعن رحلة كفاحها مع ابنها محمود، قالت: حاولت أن أبذل قصارى جهدي وكأنني تفرغت له وتقبلت الأمر الواقع وحمدت ربي على ما رزقني، واشتغلت على التدريب والتعود ولم أشتغل على العقل؛ فبدأت معه دروس التخاطب وعمره ثلاثة سنوات وحرصت على التحاقه بحضانة بمدرسة نبيل الوقاد مع الأصحاء ليتعلم منهم لأنه فى ذلك الوقت لم يكن هناك مدارس دمج'.

الحاجة إنصاف مع أولادها

وتابعت الأم، طلبنا من المسؤولين توفير مدارس الدمج وبالفعل تمت الاستجابة والتحق محمود بمدرسة التيمورية وداوم على حفظ القرآن الكريم وحرصت على اشتراكه في كل المجالات الرياضية التي يستطيع إتقانها وليس تعلمها فقط، واستطاع الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في السباحة وتفوق في حفظ القرآن، والأجمل أنه تعلم شغل الخرز وأتقنه أيضا، وأبدع في التمثيل بمسرحية 'مملكة التحدي'، والتي قام فيها بدور شخصية رجل عجوز 'الحكيم'، وحصلت المسرحية على جوائز.

محررة أهل مصر مع الحاجة إنصاف

وأضافت: 'أصيب زوجي بجلطة في القلب، وتوفى عام 2013، ولم أيأس من رحمة الله وكنت دائما أدرك أن الله سوف يكون معي ولن يتركني بمفردي، وأنها رسالة وسوف أقوم بها حتى النهاية، ولن أتوقف بل أنني عندي 7 أحفاد وأقوم برعايتهم أيضا فابنتي تجاورني في السكن وتترك لي أبنائها وتذهب للعمل؛ فأشعر بأن دوري لم يتوقف بل استكمله مع أحفادي.

محررة أهل مصر مع الحاجة إنصاف

واختتمت الأم حديثها: 'قدمت في مسابقة الأم المثالية التي أعلنت عنها مديرية التضامن ببورسعيد بناء على رغبة أبنائي فهم يشعرون أنني أديت دورا مثاليا بالنسبة لهم وخاصة شقيقهما محمود، ولكني أشعر بأن هذا دوري كأم والتكريم الذي أنتظره من الله سبحانه وتعالى لصبري على الابتلاء، وإن وفقت في الفوز بلقب الأم المثالية سيرجع الفضل إلى نور عيني 'ابني محمود'، فأنا كنت أحصل على جائزة الأم المثالية بحي المناخ باستمرار عندما كنت أعمل موظفة بالحي قبل خروجي على المعاش لأنني كنت أتفانى في عملى.