بكاميرا قديمة ودراجة متهالكة مر عليها الزمن، يسير مجاورا لدراجته، يصطحبها معه، ويتخذ من ممشى شاطئ بورسعيد طريقا للبحث عن رزقه، يجوب الممشى ذهابا وإيابا طوال اليوم، إنه 'مصوراتي زمان'.
'الصور الورق بتاعة زمان هي اللي بتعيش، هي الذكرى الحقيقة التي لا غنى عنها ويمكن الاحتفاظ بها في ألبوم الذكريات، بل تحكي تفاصيل الزمن الجميل'، هكذا بدأ الحاج رضا محمد الذي يبلغ من العمر 68 عاما حديثه لـ 'أهل مصر'، وأضاف: 'أتجول طوال اليوم على شاطىء بورسعيد وأنا أصطحب كاميرتي التي لا تفارقني وكأنها صديقي الوفي الذي يفرحني ويحزنني، فهي مصدر رزقي'.
وتابع: 'أقوم بالتصوير على شاطىء بورسعيد منذ 35 عاما، فقد كنت أعمل بإحدى الوظائف الحكومية، وتقدمت باستقالتي وتفرغت للتصوير؛ فالوظيفة الحكومية كانت زمان أيام المنطقة الحرة 'ما بتأكلش عيش'، ودخلها بسيط والتصوير كان يدر ربحا كثيرا؛ لذلك امتهنته ومع الوقت أصبح عشقي الذي لا استغنى عنه.
مصوراتي شاطىء بورسعيد
تصوير الفنانين على شاطئ بورسعيد
وقال: 'أنا لا أمتلك استوديو للتصوير بل أعتبر الهواء الطلق على شاطئ بورسعيد هو الاستوديو الخاص بي؛ فهو يمنحني العديد من المناظر الطبيعية التي أستطيع أن أتفنن في إخراجها بشكل جمالي، وظلت الصور الورقية منتشرة على شاطىء بورسعيد قبل ظهور الموبايلات، بل كنت أحضر بعض لعب الأطفال معي على الشاطئ لتكون الصور ذات طابع مميز منها 'الحصان، سيارة بلاستيك' وغيرهما؛ فكانت الأطفال خلال التقاط الصور تشعر بالسعادة.
وأضاف أن الزمن تغير وانتشرت أجهزة المحمول مع الشباب والفتيات، وأثرت بشكل كبير على الصور الورق، ولكن رغم ذلك لا يزال هناك أشخاص يفضلون التصوير الفوتغرافي الورقي ويعتبرونه الشيء الوحيد الذي يسجل الذكريات.
وأشار إلى أنه صور العديد من الفنانين المشهورين مثل محمود ياسين، وعادل إمام، ومحمد رضا وليلى علوي، ومحمود عبد العزيز، وسمير الإسكندراني، وغيرهم كثيرين، وقال لدى ألبوم صور لهم فهي ذكريات جميلة.
مصوراتى شاطىء بورسعيد
وتابع مصوراتي زمان: 'عشقي للتصوير لم يكن موروثا من والدي، وكذلك لم يحفل أي من أبنائي بعملية التصوير فلا ينطبق عليّ المثل الذي يقول ابن الوز عوام، أشعر بالسعادة عندما أصور أحفادي واعتبر صوري معهم ذكرى جميلة لهم كي يتذكروني بعد وفاتي'.
وتساءل: 'عرفتي يعني أيه صورة ورق، يعني ذكرى تعيش بعد رحيل صاحب الصورة، وهنا ندرك مدى قيمتها، فهناك صورا عندما ننظر إليها تذكرنا بالمكان والزمان، أما بالنسبة لصور الموبايل ممكن تروح وتتمحى منه على طول ولم نتمكن من إعادتها'.
واختتم أنه رغم أن الشباب معهم موبايلات إلا أنهم يطلبون مني التصوير الورقي؛ لأنهم يكونون في حاجة إلى الصورة الورقية ليضعوها على مكاتبهم أو في حجراتهم الخاصة، وأسعار الصور تختلف حسب أحجامها وأكبر حجم للصورة قيمته 25 جنيها، ورغم أن حصيلة تعبي طوال اليوم تكون عبارة عن 5 صور، ولكن في الشتاء صعب جدا وجود 'زباين'، إلا أنني أستمتع بالهواء الطلق على شاطئ بورسعيد، وأصبح عادة بالنسبة لي، ورياضة في نفس الوقت.