قادته الصدفة لاحتراف إعادة التدوير، وتشكيل إطارات السيارات والموتوسيكلات وتحويلها لتحف فنية وأثاث قيّم، حيث بدأ المشوار بشغف وتعامل معه كهواية يمارسها أوقات فراغه، إلى أن تحولت وسيلة إضافية بجانب مهنته الأساسية لجلب دخل إضافي للأسرة، وأكسبته السنوات الـ 6 خبرة أكثر فأكثر، حتى قرر أن يفتتح معرضه الخاص بتصميماته من 'كاوتشات السيارات والدراجات'.
'خالد عبدربه' البالغ من العمر 58 عامًا، والمقيم برأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، يعمل موظف بالوحدة المحلية بمنطقته، ويقول: 'احترفت تدوير المخلفات وتحديدا تدوير إطارات السيارات صدفة، إذ كنت أبحث عبر الإنترنت عن طريقة مثالية للزرع، لتشجير الحديقة الخاصة بمنزلي وزراعتها، فقادتني الصدفة لمشاهدة فيديوهات عبر اليوتيوب، خاصة بتدوير المخلفات وجذبني إطارات السيارات'، متابعا: 'جذبتني الفكرة وكملت مشاهدة وقررت وقتها أتعلم الحرفة دي، وأصنع أشياء ذات قيمة من مخلفات لا قيمة لها'، لافتا إلى أن أكثر الأشياء انتشارا دون استغلال، وتزدحم بها الشوارع هي إطارات السيارات والموتوسيكلات.
ابتكارات من كاوتش السيارات
وأضاف 'عبد ربه': 'الوسيلة للتخلص من الإطارات هو الحرق، وهذا مؤذي للبيئة، فكان اختياري مثالي لها لاستغلالها في صناعة الأثاث والكراسي والمزهريات للحدائق العامة وحدائق المنازل، وكذلك الحفظ على البيئة من التلوث'، متابعا: 'كل يوم بأطور من قدراتي بالممارسة ومتابعة الجديد لممارسي نفس الحرفة عبر اليوتيوب من برامج عربية وغربية'، لافتا إلى مضيه نحو 6 سنوات في تدوير المخلفات، الذي أكسبه قدرة على العمل بسرعة وكذلك اكتساب خبرات جديدة وتصميمات فنية وأكثر احترافية.
وأشار 'عبد ربه' إلى أنه يستخدم بعض الأدوات لتسهل عليه العمل، مثل شنيور، شاكوش، مسامير صلب، دبابيس متينة تناسب صلابة الكاوتش، مقص 'كاتر' لقطع الكاوتش وتشكيله، وكمبروسر لرش ودهان الكاوتش، لافتا إلى أنه يشتري كل أدواته بالإضافة إلى شراء الكاوتش، وتبدأ أولى خطواته بقطع الكاوتش بال' كاتر' ثم تثبيتها بالدبابيس والمسامير وإضافة القوائم بدمج أنواع الكاوتش الخاصة بالموتوسيكلات سهلة التشكيل لخلوها من الأسلاك كما في كاوتش السيارات الملاكي والنقل ودمجهم، وذلك لتشكيل منتج نهائي، مؤكدا أنه استطاع تصميم كراسي، وألعاب أطفال ومزهريات للزرع.
ابتكارات من كاوتش السيارات
ويشير إلى محاولاته العديدة لتعليم الشباب والأطفال من المحيط الأقرب إليه، لممارسة الحرفة حيث فوائدها الكثيرة أولها الحفاظ على البيئة من المخلفات، كما درب أطفال أحد المدارس، لافتا إلى محاولته لتعليم الأطفال والشباب في قصور الثقافة إلا أن المسئولين لم يوفروا له الإمكانيات اللازمة، موضحا: 'تكلفتها مرتفعة وأنا موظف دخلي بسيط لا يحتمل تحمل نفقات مشروع كهذا، فانسحبت'.
ويؤكد 'عبد ربه': 'أتمنى كل الناس تتعلم الحرفة خاصة تدوير إطارات السيارات واستخدامها بالطريقة المناسبة كصناعة الكراسي والبفات والمزهريات'، متابعا: 'في البداية كانت بالنسبة لي هواية، والآن أصبحت تشكل دخل إضافي، وده المقصود للشباب الذي يحتاج لزيادة دخله'، لافتا إلى أنه يخطط لإنشاء معرض خاص به، لعرض منتجاته وتصميماته من الكراسي وألعاب الأطفال والمزهريات وكذلك الورود التي صنعها من زجاجات الكولا والبيبسي.
ابتكارات من كاوتش السيارات
وتابع: 'عندي أفكار كثيرة بقترحها على الأشخاص العاملين في إعادة التدوير، وسأستغل كسر الرخام والأسمنت في صناعة التربيزات المثبتة في الحدائق الملقة بالمنازل، وكذلك الحدائق العامة، فإعادة التدوير حرفة سهلة لمن لديه الشغف بها، غير أنها مربحة'.
'عبد ربه'
أثناء تعليمه المهنة للأطفال
أثناء تعليمه المهنة للأطفال
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
ابتكارات من كاوتش السيارات
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
