الإربة أو 'القِربة' لا يخلو بيت من بيوت الفلاحين منها، خاصة بقرى محافظة الفيوم، وأجرى 'أهل مصر' جولة داخل سوق المبيضة بحي البارودية أقدم سوق بالمحافظة وأشهر مكان يبيع 'القرب' التي يصنعها الفلاحون بأنفسهم من جلد الماعز.
ينادي بائعي 'القرب' بصوت عالي وسط السوق: 'يا أمة القِربة فاحت.. ولا عَطِت محروم ولا باحت يا أمة القِربة رَنّت.. ولا عطت محتاج وحَنّت.. يا أمة القِربة رجت.. ولا عطت جار ولا مَنّت'.
ويقول شعبان محمد 'بائع القرب'، إنه يصنع تلك القِرب في منزله يبدأ بالبحث عن الجلود الصالحة لصناعة القِرب، مؤكدا أن الماعز هو الحيوان الوحيد الذي يصلح جلده لصنع القربة.
ويتابع 'بائع القرب'، أنه يضع جلد الماعز في إناء به 'جير' لـ3 أيام، قبل موعد العرض بسوق المبيضة وينزع الشعر عنه، وينظف لمدة يومين آخرين، بعد التأكد من تمام جاهزيته.
ويضيف 'جمعة بائع القرب': 'نخيط الجلد بخيوط بلاستيكية، ويربط بحبلين من الليف من الأسفل وبحبل واحد من الأمام، ويتم التأكد من إحكام الخياطة وعدم وجود ثقوب بالنفخ فيه حتى لا يتسرب اللبن أثناء الخض'.
ويواصل 'جمعة بائع القرب'، أن ينفخ جلد الماعز أمام النساء ليختبرن مدى نظافة وجودة 'القِربة' المستخدمة في عملية الخض قبل المساومة على سعرها الذي يتراوح بين 40 جنيها حتى 80 جنيها، مضيفا أن موسم بيع القربه ينتعش في فصل الشتاء أكثر من الصيف لكثرة إنتاج اللبن.