'فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور'، صدق المولى عز وجل، فإن القلب هو محل النور والإبصار وحسن البصيرة نعمة من الله يهبها لمن يشاء، وكان الطفل عبد الله ابن محافظة الشرقية، ممن أنعم الله عليهم بحسن البصيرة، واجتهد فتعلم علوم القرآن والسنة والفقه منذ سنوات عمره الأولى، فاغتنم من العلم ما يؤهله لأن يكون عالم جليل في المستقبل القريب.
هو عبد الله عمار محمد البالغ من العمر 15 عاما، من إحدى قرى محافظة الشرقية التابعة لمركز ومدينة بلبيس، نشأ في أسرة متوسطة الحال، ألحقته أسرته كطالبا للعلم بالأزهر الشريف منذ كان عمره 6 سنوات، وواصل حفظ القرآن في كتّاب القرية على يد الشيخ الأزهري محمد حسن علوان، فختم القرآن كاملا في 3 أشهر وكان عمره وقتئذ 8 سنوات.
'عبد الله عمار' ابن الشرقية
لم يكتفِ والداه بما حفظه من القرآن عن ظهر قلب، فأرادوا علو شأنه أكثر بالتعمق في دراسة القرآن، فألحقاه في عمر 8 سنوات لتعلم القراءات، وذلك بالقراءات الصغرى والكبرى بطريق الشاطبية والدرة وطريق طيبة النشر، وبالفعل استطاع تعلم القراءات الـ 10 في فترة زمنية تقارب العامين، على يد ناجي محمد الخولي، عصام أبو زيد وأحمد عبدالقادر.
وعندما أتم عبدالله 10 سنوات كان مجتاز حفظ القرآن كاملا بالعشر قراءات، فأراد أن ينهل أكثر من العلم والتعمق في علوم الدين الإسلامي الحنيف، فاتجه لدراسة العلوم الشرعية، ودرس علوم الحديث ومازال مواصلا دراستها، ودرس الفقه وأصول الفقه مع الشيخ سيد عبد العال، كما ويقرأ من كتب الحديث باستمرار مع شيخه سيد عمار.
عبد الله عمار
اتجه عبدالله عمار إلى دراسة علم التوحيد مع الشيخ حسام منصور، وما زال ينتعل من العلم ويتطلع إلى تعلم الكثير فبحور العلم واسعة، ولم يكتف بدراسة علوم القرآن والفقه والسنة بل قرأ في مناحي الحياة، فقرأ في الأدب الفرنسي والإنجليزي وكذلك الأدب الألماني، قرأ في مجلد الأصفهاني الذي يتضمن 34 مجلدا، ولتجويد قدرته على قراءة القرآن بصوت مطرب درس مقامات موسيقية للدكتور طه عبدالوهاب.
ما زال عبد الله لم يتخطى الـ 15 من عمره، ولديه من العلم الكثير في كثير مناحي الدين والدنيا، وما زال السعي وراء التعلم هدفه الأول والأخير، فقد استطاع دراسة وإنجاز الكثير قبل الوصول للمرحلة الجامعية، فهو يطمح لتعلم الكثير والكثير، وما زال والداه يدعماه فهو ثمرة كفاحهم وجهادهم في الدنيا، ويبذلان نور أعينهم ليضيئوا له الطريق.
ويستطيع عبد الله ترجمة آيات القرآن الكريم إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، فاجتهد منذ بدأ دراسة اللغتين الاجنبيتين، أن ينهل منهما الكثير، لترجمة الآيات بهم للعالم أجمعين، وكل ما ذكر عن عبد الله من دراسات تبشر بقدوم عالم جليل في علوم الدين وعلوم الحياة، كما حصل على شهادات تقدير وتم تكريمه من جهات عديدة في داخل الدولة المصرية وخارجها في دول عربية وإسلامية، كما تم تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في عام 2018، وهنا يستحق القول عن عبد الله 'إن بيوت العلم نور'.