تعد مهنة الخباز ضمن المهن الشاقة في شهر رمضان المبارك، والتي يتعرض من خلالها العمال إلى لهيب المخبر في عز الحر خاصة في محافظة الأقصر أقصى جنوب الصعيد التي تصل فيه درجات الحرارة صيفا إلى 44 درجة مئوية.
فقد تتخيل عند شرائك لـ العيش المصري من المخابز أن صناعته أمر سهل، لكن وراء ذلك رحلة شاقة تتكرر يوما بعد يوم من أجل كسب لقمة العيش، في عز الصيام الذي يحتاج غالبا إلى اللجوء لمكان رطب وبارد بعيدا عن الحرارة والشمس حتى لا تشعر بالجوع والظمأ.
عمال المخابز يكشفون معاناتهم في شهر رمضان
'أهل مصر' التقت بعمال مخبر يقع بوسط مدينة الأقصر، وبدأوا في سرد رحلتهم اليومية طوال شهر رمضان أمام لهيب المخبر داخل مكان لا يوجد به أي مراوح لترطيب الجو؛ فالأعمال الشاقة أمر صعب في رمضان؛ فهي تحتاج إلى الشخص القوي للتغلب على تعب وإرهاق اليوم.
وقال حمادة صبحي الشهير بـ'أبو رحمة' صاحب مخبر الفتح، إنه يعمل بالمخبز ومعه 5 من الشباب، موضحا أن جميع المهن قد يمكن تغير ساعات العمل إلا أن العمل في المخابز لا يتم فيها ذلك.
وأضاف لـ'أهل مصر': يبدأ العمل من الساعة السابعة صباحا في الوقت الذي يكون فيه المواطنين نائمين، وينتهي في السادسة مساء قبل موعد الإفطار بـ30 دقيقة.
وتابع: 'بنعجن العيش ونقطعه ونسيبة يخمر وبعدين نولع الفرن ونرص آكتر من 50 طاولة كل واحدة بها ما يقرب من 20 رغيفا، ويستمر الوقوف أمام النار أكثر من ساعتين، وبعدين نعيد نفس الموضوع لحد آخر اليوم'.
الصلاة وقراءة القرآن داخل المخبز
ومن جانبه، قال 'عبدالرحمن' أحد عمال المخبز: 'بنصلى ونقرأ القرآن الكريم هنا بداخل المخبز، حرارة الجو ونار المخبز ترهقنا كثيرا يوميا، لكن تحلينا بالصبر هو أكبر دافع على استمرار عملنا في هذه المهنة الشاقة'.
وتابع'أحمد' أحد العاملين: 'دوري هو أخذ العيش من فوهة الفرن بعد استوائه ومن ثم وضعه على السياج حتى يبرد ويصبح جاهزا للبيع'، مضيفا: 'اتعودنا على الشغل الصعب ويمكن في شهر رمضان بيبقى أصعب، لكن ربنا لطيف بعبادة'.