نعى المجلس القومى للمرأة فرع بورسعيد برئاسة نجلاء إدوار مقررة الفرع، بطل ملحمة نصر ديسمبر عام 1956 البطل الفدائى ابن المدينة الباسلة محمد مهران.
وكانت قد أجرت 'أهل مصر'، حوارا مع محمد مهران بطل المقاومة الشعبية وقت العدوان الثلاثى على مدينة بورسعيد عام 1956؛ بمناسبة الاحتفال بعيد بورسعيد القومى فى 23 ديسمبر 2021؛ بعنوان 'رغم تهديده باقتلاع عينيه.. الفدائي محمد مهران لقوات الاحتلال: 'والله لن تنزعوا وطنيتي'.
وقال مهران: 'الملحمة الوطنية بدأت وأنا عندي 18 عاما، منذ صدور قرار من قيادة الحرس الوطنى بصفتي قائد الكتيبة الثانية للحرس يقضى بالتوجه فورًا للانضمام للكتيبة الأولى غرب بورسعيد، للدفاع عن مدخل المدينة الغربي والمطار وكوبرى الجميل'.
وأضاف 'مهران': 'اشتركت مع زملائى صباح الخامس من نوفمبر فى إبادة أول إسقاط للمظلات على المنطقة، ولكن مع المحاولات المستميتة للعدو تمكن من الوصول للأرض، لتبدأ عملية تبادل إطلاق النيران، ليسقط العديد من قوات العدو، وخلال عملية الاشتباك سقط زميل كفاحى البطل الشهيد زكريا محمد أحمد جريحا'.
وتابع مهران: 'بادرت بإلقاء قنبلتين يدويتين على جنود العدو، ثم توجهت إلى حفرة من الحفر التى يستخدمها الفدائيون بمنطقة الجميل التى امتلأت عن آخرها بالقوات المعتدية، الذين أطلقوا وابلاً من النيران فى كل اتجاه، وأثناء استمرارى للتصدى لهجوم الجنود الإنجليز من مدفعى الرشاش فوجئت بعدد من المعتدين قد التفوا حول الحفرة، وحاصرونى وألقوا القبض علىَّ وعذبوننى ونكلوا بى'.
وأوضح ابن المدينة الباسلة: 'جردوني من كل متعلقاتي الشخصية وحاولوا الضغط على للحصول على معلومات تفيد بأماكن الفدائيين، وأمام الإصرار على عدم الإفصاح أو الإدلاء بأية معلومات عن زملائه الفدائيين قررت قوات الاحتلال تشكيل محكمة عسكرية قضت بانتزاع عينيه، والحصول على القرنية لإجراء عملية لأحد الضباط الإنجليز أصيب فى عينيه'.
وأشار مهران إلى أن المساومات وصلت إلى أن يتركوا عينا واحدة يرى بها، شرط أن يدلى بحديث مباشر للإذاعة يفيد فيه بفشل السياسة المصرية، وأن الشعب المصرى رحب بقوات الاحتلال، واستقبلها بحفاوة بالغة، إلا أنه رفض رغم ما تعرض له من تعذيب وتهديد بانتزاع عينيه.
وأكد أنهم قيدوه ونقلوه بطائرة إلى 'لارنكا' فى قبرص لإجراء العملية، وأمام كل هذه المحاولات والتهديدات قال البطل الفدائى محمد مهران لقوات الاحتلال أثناء دخوله غرفة العمليات 'خذوا ما شئتم.. انزعوا عينى، لكن والله لن تنزعوا وطنيتى، ولن تنالوا من حبى لوطنى الذى يسرى فى دمائى ودماء كل المصريين'.
واختتم مهران حديثه: 'أجريت العملية، ونقلونى إلى مستشفى الدليفراند ببورسعيد، وتمكن الفدائيون من اختطافه بمعاونة ممرضة مصرية، وتوجهت إلى إحدى المستشفيات العسكرية بالقاهرة لاستكمال علاجي، وبعد بضعة أيام فوجئت بزيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه التى كانت بمثابة فرحة أثلجت صدري، وزادت من حبى لمصر'.