اعلان

رحلة العذاب وآنين الوجع.. مستشفى سرطان الأطفال بالأقصر قطار خير ينهي مأساة أهالي المرضى وينقذ ذويهم (صور)

الخطيب في مستشفى سرطان الأطفال بالأقصر
الخطيب في مستشفى سرطان الأطفال بالأقصر

يعد مرض السرطان هو الأصعب من بين الأمراض التي ترافق الإنسان طوال حياته، فالشفاء منه ليس أمراً سهلا، فقد يمر الإنسان برحلة شاقة يستنزف خلالها طاقته الجسمانية فلولا تقدم الطب لتعرض الإنسان للهلاك ضحية لهذا المرض الخبيث.

السرطان لا يفرق بين الكبير والصغير فمخالبة تطول أي فئة عمرية، لكن سرطان الأطفال هو الأصعب على قيد الحياة، فعند سماع مقولة 'ابن فلان' مريض سرطان قد يقع الخبر كالصاعقة على القلوب وتقشعر الأبدان، جراء إصابة أطفال صغار لا يعرفون شيئا عن المرض اللعين لتبدأ رحلة صراعهم مع المرض، والتي قد تظل لسنوات وبعد ذلك منهم من ينجو ومنهم من يفارق الحياة.

ورغم إنشاء مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بمحافظة الأقصر، وافتتاحها في عام 2016، إلا إنها قد أنهت قليلا من رحلات أهالي الصعيد للسفر إلى مستشفيات القاهرة مستنجدين بالأطباء لشفاء ذويهم، ومرت مستشفى الأورمان بمرحلتين من البناء وصولا للمرحلة الثالثة وهي مستشفى الأورمان لسرطان الأطفال، فقبل ذلك كانت تستقبل أعداد قليلة لأطفال مرضى سرطان، وذلك لعدم اكتمال المرحلة.

ففي أواخر فبراير 2021، بفضل تبرعات المواطنين ورجال الأعمال، أنهى قطار الخير معاناة أبناء الصعيد من متاعب السفر إلى وجه بحري بأطفالهم، وقد لقت المستشفى أعمال دعم هائل من بعض الفنانين المصريين و الوزراء و مشاهير العالم، وعن رسم ابتسامة على وجوه مرضى سرطان الأطفال فقد حرص مشاهير اليوتيوب أبرزهم الحج الضوى على عمل اسكتشات لإسعاد الأطفال.

وعقب افتتاح مستشفى شفاء الأورمان لسرطان الأطفال حرص السفير حمد سعيد الشامسي سفير دولة الإمارات بالقاهرة على زيارتها، كما حرص على تبرعه بالدم للأطفال مرضي السرطان، وشهدت المستشفى زيارة الدكتور زاهي حواس الذي وصف مستشفى الأورمان لسرطان الأطفال بـ'هرم مصر الرابع'، و زارها الفنان القدير محيي إسماعيل، والفنان العالمي أمير المصري، والفنان المصري محمد سلام، والنجم العالمي جيمي جان لويس، كما زارها الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي.

كما حرص عدد من شباب الأقصر خلال أول أيام شهر رمضان المبارك على توزيع فوانيس رمضان لمرضى السرطان بالمستشفى لرسم السعادة على وجوهم، في لافتة شيقة وتعد الأولى من نوعها، وسط إجراءات وقائية مشددة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وقال الدكتور محمود فؤاد المدير التنفيذى لمؤسسة شفاء الأورمان، لـ'أهل مصر'، إنه تم تجهيز المستشفى بأعلى المستويات العالمية التى تليق بأبناء الصعيد، وتم جلب أفضل الفرق الطبية بمصر والعالم لخدمة أطفال الصعيد داخلها، بمواصفات قياسية عالمية.

وأوضح الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، إنه تم وضع حجر الأساس لإنشاءات قسم الأطفال في 18 يناير من العام 2018، وهي عبارة عن مبنى متكامل، مقام على مساحة 28 ألف متر مربع، ويتكون من 4 طوابق، يضم قسم خاص لعلاج أورام الأطفال، بالإضافة إلى قسم خاص للطوارئ لمرضى أورام الصعيد، ملحق به قسم داخلي، وقسم أشعة تشخيصية، وعيادات خارجية متخصصة، وزيادة لعدد أسرة المرضى، وقسم للعلاج الطبيعي ومعهد للتمريض.

وأكد 'فؤاد' أنه تم توفير أول جهاز من نوعه لقياس هشاشة العظام لمرضى السرطان، وعيادات متخصصة في أمراض القلب والأسنان والرمد ورسم المخ، ورسم العضلات، لتقديم خدمات طبية علاجية متكاملة لمرضى السرطان بالصعيد.

ويشير إلى أن قسم الأطفال يشمل عيادات خارجية لاستقبال الصغار الذين يعانون من المرض أو حتى يشتبه في إصابتهم بالأورام، ويوجد بالعيادة فريق متخصص من الاستشاريين والأخصائيين في علاج أورام الأطفال، هذا إلى جانب أنه سيتم من خلال هذه العيادة استقبال الحالات الجديدة وتشخيصها، وكذا تحديد بروتوكولات العلاج الكيماوي، بالإضافة لمتابعة الحالات التي أنهت علاجها ومحاولة دمجهم في المجتمع من خلال قسم علاج اليوم الواحد، كما يتم تقديم العلاج الكيماوي للأطفال ويتم إقرار خروج لهم في نفس اليوم مما يساعد على تقليل فترات الحجز بالمستشفى وتوفير المشقة على الطفل وأسرته جراء الذهاب والسفر.

ولفت إلى أنه تم التنسيق مع أقسام جراحة الأورام والأشعة والطب النووي والعلاج الإشعاعي، هذا إلى جانب توفير متخصصين في هذه الأقسام للأطفال وبذلك يتم استقبال الأطفال في هذه الأقسام لتلقي العلاج اللازم، كما تم التنسيق بوجود عيادة متخصصة لعمل فحوصات القلب والأشعة التليفزيونية على القلب المطلوبة قبل إعطاء العلاج الكيماوي وخلال فترات العلاج.

وتابع 'فؤاد' أنه تم إنشاء عيادة متخصصة للأسنان في الأطفال لمتابعة مشاكل الأسنان خلال إعطاء العلاج الكيماوي، بالإضافة إلى مواصلة تكوين مجموعات تختص بتقديم الدعم النفسي لأهل الأطفال خلال رحلة العلاج المليئة بالعديد من الصعوبات، ومن ثم تقدم مستشفى شفاء الأورمان لعلاج لسرطان الأطفال في الصعيد ووفق بروتوكولات علاج، وبمقاييس عالمية كما كان معهودًا لها من خلال ما قدمته خلال المرحلتين السابقتين.

يذكر أن المرحلة الأولى تم بناؤها على مساحة 6 آلاف متر، وتتكون من طابقين بدروم وأرضى، وبلغت تكلفة تلك المرحلة 330 مليون جنيه، وتستوعب 150 سريرا كمرحلة أولى تزيد إلى 400 سرير عند اكتمال المستشفى في مراحله الأخيرة، وتم افتتاحها في عام 2016.

وبذات العام تم وضع حجر الأساس لإنشاء دار للضيافة، ومستشفى جديدة لعلاج الأطفال، ومركز أبحاث ودراسات للسرطان بالوجه القبلي، ومركز تدريب للطلاب بكليات الطب والتمريض لجميع كليات الصعيد، ومركز تعاون دولي لعلاج السرطان يستقبل شهرياً كبار علماء وأطباء علاج السرطان بالعالم للاستفادة من خبراتهم، وكذلك مركز ضخم لتقديم كافة أنواع التوعية والاكتشاف المبكر لمرض السرطان.

وتضم في المرحلة الأولى أكبر وأضخم أجهزة علاج وكشف مرض السرطان، حيث تم تركيب داخلها جهاز المعجل الخطي الإشعاعي الذي يصل ثمنه حوالي 24 مليون جنيه، وكذلك أجهزة تحليل غازات الدم، مضخات المحاليل مخصصة لعلاج اليوم الواحد، أجهزة الصدمات الكهربائية لعلاج اليوم الواحد والعيادات، جهاز غسيل بالموجات فوق الصوتية خاص بالتعقيم، مسدس بخار للتعقيم، جهاز غسيل الآلات، جهاز تحليل الكيمياء الحيوي للمعمل، وتروللي نقل المرضى وتروللي نقل الأدوية وتروللي الطوارئ، جهاز كابينة تحضير الأدوية الكيميائية.

وفي ديسمبر 2017 تم افتتاح المرحلة الثانية بتكلفة تصل إلى 400 مليون جنيه، والتي أضافت للمستشفى 4 غرف عمليات كبيرة ووحدة للمناظير الطبية ووحدة إنعاش تحتوى 6 أسرة وجهاز أشعة بوزترونى ووحدة بنك الدم، وتم إضافة قسم رعاية مركز يضم 20 سرير ووحدة غسيل كلوي تضم 5 أسرة، وقسم للإقامة الداخلية يحتوى 100 سرير وجهاز أشعة فلوروسكوبى ووحدة التخلص من النفايات الطبية.

كما تم بالمرحلة الثانية قسم إعادة تأهيل يتضمن العلاج الطبيعي والوظيفي والإرشاد النفسي والمعنوي، وقسم العلاج التلطيفي يشمل برامج لرعاية المريض طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا عندما يفشل العلاج ويصبح المرض في مراحله المتأخرة.

وتتضمن المرحلة الثانية أسرّة المرضى، والرعاية الحرجة، وعيادات متخصصة، وسكن الأطباء، وخدمات الرعاية للعلاج الداخلي، بجانب إقامة مركز بحوث للاكتشاف المبكر، والتشخيص والعلاج والتدريب والأبحاث، وليس فقط توفير العلاج للمصابين، كما أن الهدف من إقامة المستشفى، هو استمرارية النجاح وذلك سيتم من خلال الاستفادة من الخبرات المتميزة داخليا وعالميا ونقلها إلى المستشفى في الأقصر.

يشار أن جاء تأسيس مستشفى الأورمان لعلاج السرطان كثمرة للتعاون بين مؤسسة شفاء الخيرية وجمعية الأورمان في ظل رؤية وهدف مشترك، حيث قاما بتكوين مؤسسة خيرية غرضها تقديم العلاج المجاني لمرضى السرطان بمحافظة الأقصر تكون عونا وسندا لمرضى المحافظات المجاورة، كما تم اختيار الأقصر لكونها أكثر محافظة لم تشملها الرعاية الطبية لعلاج السرطان إيماناً بأهمية توفير العلاج لغير القادرين.

WhatsApp
Telegram