اشتكى العديد من أهالي مركز المنوفية، من حالات الغرق التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بسبب حالات الغرق بترعة "النعناعية"، التي يلجأ إليها أبنائهم للتغلب على حر الصيف، خاصة وأن معظم هؤلاء الشباب من البسطاء الذين لا يستطيعون الاستمتاع بحمامات السباحة الآمنة، نظرا لعدم قدرتهم على دفع ثمن الاشتراكات الباهظة.
والتقت «أهل مصر» بالعديد من الأهالي بمحافظة المنوفية، لتسليط الضوء على هذه الظاهرة، التي أودت بحياة العديد من شباب وأبناء مركز أشمون بمحافظة المنوفية.
في البداية، يقول محمود عبدالله، أحد أهالي قرية "النعناعية" التابعة لمركز أشمون، إنه يقوم كل عام عدد من الشباب بالنزول للترعة سواء لعمل سباقا بينهم، أو لقيامهم بالسباحة به في محاولة منهم للتغلب على حرارة الصيف، ولكن في كل مره تحدث كارثة، وذلك منذ حوالي أكثر من 6 سنوات، حيث زادت الظاهرة بصورة كبيرة للغاية.
ويُشير سعيد أحمد عبدالله، أحد أهالي القرية، أنه منذ قرابة 6 أعوام يقوم آهالي مركز أشمون والقرى الخاصة بأشمون بالاتجاه لبحر النعناعية، للاستمتاع مع بعضهم البعض، سواء في منافسات السباحة، أو إقامة المُسابقات بداخله، حيث شهدت أول واقعة ظهرت، وهي غرق أحد الشباب والذي كان يبلغ 19 عامًا، أثناء مسابقة سباحة مع زملائه، وتوالت من بعدها الحوادث بصورة كبيرة للغاية بين الشباب والأطفال، حتي اعتقدنا أن بداخل البحر كائن يقوم بسحب المترددين عليه كل عام، والغريب أنه في كل عام يتم غرق عدد إما مُتساوٍ بعدد العام الذي يسبقه، أو عدد غرقى أكبر منه، وترسخ بأذهان الأهالي اعتقاد أشبه بتوقع لعدد وأسماء الذين سوف يتم غرقهم داخله.
وأضاف سمير عبد الرسول، أحد أهالي مدينه أشمون، ان الأهالي وخاصة الشباب يقومون بالاتجاه لترعة النعناعية لممارسة هوايتهم في السباحة، إلا أنهم يتفاجئون خلال عودتهم بوفاة أحد أقاربهم أو أصدقائهم، مترددين من دخول منازلهم بسبب هذه الأخبار، وأوضح : "طالبنا أكثر من مره بتبطين الترعة ولكن، لا حياة لمن تُنادي، وذلك لأنه من اعتقادنا في حالة التبطين، سيتم تحديد العمق وبالتالي سنمنع من حوادث الغرق الكبيرة التي تحدث، وذلك للبعد الشديد للمحافظات البحرية عن محافظة المنوفية، ويتجه إليها أهالي المنوفية للابتعاد عن حر الصيف.
وطالب الأهالي من الحكومة التدخل لإنقاذ هؤلاء الشباب من الموت، عن طريق تبطين هذه الترعة، أو توفير أماكن بديلة لهؤلاء الشباب بما يتوافق مع حالتهم المادية.