تسود محافظة سوهاج حالة من الخوف والهلع الشديد؛ بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد وانتشاره، وما تبعه من ظهور حالات إصابة بالفطر الأسود في بعض المحافظات، الأمر الذي زاد الهم همًّا والتوتر توترًا، فيما انطلقت منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنم عن اليأس والحزن بين الرواد من أبناء المحافظة.
وكانت قد أثارت تصريحات لرئيس جامعة سوهاج حول ظهور عدد من الإصابات بالفطر الأسود وتلقيها العلاج بالمستشفى الجامعي، حالة من الجدل الواسع بالشارع السوهاجي وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج الجامعة في بيان لها مؤكدة ظهور حالة وحيدة مصابة بمرض الفطر الأسود، وتتلقى العلاج بالمستشفى الجامعي، وهي لمصاب بفيروس كورونا المستجد.
وجاء في بيان جامعة سوهاج، أنه "بالإشارة إلى بعض ما يتردد في بعض المواقع الإلكترونية عن وجود حالات الفطر الأسود بالمستشفى الجامعي، وما صاحب ذلك من معلومات غير صحيحة عن هذا المرض، وما نال تصريح رئيس الجامعة من عدم اكتمال الصورة الحقيقية، يعرض المركز الإعلامي بعض الحقائق، على لسان الدكتور حمدي سعد، مدير عام المستشفى الجامعي".
ونقل البيان عن مدير المستشفى الجامعي قوله إن "الإصابة بالفطر الأسود مرض يعود إلى عام 1855، عند اكتشاف أول حالة، ويصيب المرضى ذوي المناعة المنخفضة، مثل مرضى السكر والأورام ومرضى الإيدز والمرضى الذين أجريت لهم زراعة أعضاء ويتعاطون أدوية مثبطة للمناعة، في الأحوال العادية وفى مرحلة ما قبل الكورونا، يتردد على المستشفى الجامعي حوالي 30 إلى 40 حالة سنويًا، نصفهم بإصابات في الجيوب الأنفية، والنصف الآخر بإصابات لها علاقة بالمضاعفات العصبية لالتهابات الجيوب الأنفية، المرض ليس وبائياً، ولا ينتقل من إنسان لإنسان، ولا يستوجب العزل".
وأضاف سعد، أن استخدام الكورتيزون ومثبطات المناعة بشكل مبالغ فيه، سببًا في زيادة أعداد الإصابات مستقبلاً، ولا نستطيع التنبؤ بحجم هذه الزيادة حاليًا، لكن نتوقع أنها لن تكون زيادة كبيرة، بشكل يمثل خطرًا أو أزمة صحية".
وأضاف مدير المستشفى الجامعي، أنه تم طلب كمية 500 "فيال" من عقار (Amphotricin B 5)، من هيئة الشراء الموحد، ويبلغ سعر الوحدة 54 جنيهاً، ويجري توريد الكمية المطلوبة للمستشفى، بالتنسيق مع الهيئة، عن طريق الدكتور حسام عبدالغفار، علماً بأن الجرعة للمريض عبارة عن "فيال" واحد يومياً، ولكن قد تستمر فترة العلاج إلى 60 يوماً.
وفي هذا الصدد، قال عرفان طِلب، موظف، يقيم مركز العسيرات، جنوب محافظة سوهاج: "لقد فقدنا طعم الحياة وحلاوتها بسبب الخوف والهلع الشديد الذي يحاصرنا من كل اتجاه وصوب"، متابعا: "مش عارفين نلاقوها منين ولا منين، احنا على آبائنا وأمهاتنا، وأولادنا، خلاف قلقنا على أنفسنا، احنا بقينا نكره اللي يمدنا إيده أو يلمسنا، وكمان الفطر الأسود، اللي نسبة الوفاة عالية فيه، يا رب سلمنا".
ويضيف سعد كمال، مزارع، ،76 سنة، يقيم بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، أننا لم نرى في حياتنا أيام مثل هذه الأيام، فهي أيام طاحنه، وقاتله، كنا طوال حياتنا لم نسمع إلا عن بضع أنواع من الأمراض، مثل الغثيان، الصداع، الأم العظام، وهم الأكثرية، والآن أصبحنا نسمع عن أمراض عديدة، وأوباء كثيرة.
ومن جانبه، قال سمير مختار، يقيم شمال محافظة سوهاج: "احنا حتى الآن معرفناش كورونا دي إيه، وإيه علاجها، ودلوقتي ظهر الفطر الأسود، والفطر الأصفر"، ولا ندري إلى أين راحلون، وبأي وباء ميتون.
من جانبه أكد مصدر مسؤول بمديرية الصحة بسوهاج، أنه لا يوجد أي حالات مصابة بالفطر الأسود بالمستشفيات التي تخضع لوزارة الصحة داخل المحافظة.
وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه يجب على المواطنين، الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للوقاية من وباء فيروس كورونا، الذي يتسبب في ضعف المناعة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
